للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحدود، بهدف استعادة قوته والحصول على نصيبه من الراحة، هو ورجاله. وقد وصله الإنذار بتطويق العدو للكهف فشرع فورا بالتحرك، غير أنه لم يتمكن من الوصول في الوقت المناسب نظرا لبعد المسافة الشاسعة التي كانت تفصل بينه وبين موقع الكهف.

...

لقد اكتسب هذا الكهف شهرة واسعة بحكم تكوينه، فهو يبدأ بمدخل ضيق يشبه الدهليز، وهو عبارة عن ثغرة واسعة لها من العمق متران، تنتهي بصالة واسعة، صالة شكلتها الصخور على شكل موقد ضخم يتسع عدة أمتار من الأصداف الصخرية الحادة والمثقبة كالغربال. وهذا الموقد ليس في واقعه إلا ممرات تنتهي، أو تنفتح على عدد غير محدود من المغاور الصغرى المتداخلة بما يشبه التيه (المتاهة). وقد يضطر المرء أحيانا للزحف مسافة عشرة حتى خمسة عشر مترا من أجل الوصول إلى غرف أو صالات رحبة، حيث تضم هذه تجاويف (أنفاق) متعرجة تتصل بدهاليز كثيرة، لا تسمح للداخل بالخروج منها إلى غيرها. ولعل أكثر ما يثير المرء عند توغله في الكهف هو تكوين تلك الصخور في داخل الكهف. والتي هي عبارة عن صخور رخامية من (المرمر).

...

تلك هي المغاور التي لجأ إليها (سي الشيخ) وإخوانه، وكان أول عمل قام به هؤلاء المواطنون هو تنظيم الحراسة، وتعيين المناوبين بالتتابع. وبما أن المدخل إلى الكهف يقع في مقدمة دهليز لا يمكن رؤيته من الخارج، فقد تقرر تعيين مركز الحراسة في وسط هذا الدهليز، كما تقرر أيضا إيقاد ناز ضخمة في الليل للإضاءة،

<<  <  ج: ص:  >  >>