للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإذن فمشكلة هجرة السكان تبرز هنا أيضا.

أما بالنسبة للحل الثاني (أي خلق دولة اتحادية لا تلبث أن تطالب بالاستقلال فيما بعد)، فأنه يفترض حتما الاعتراف بمبدأ وحدة الكتلة النيابية - الانتخابية - وإذن فسوف يؤدي بالضرورة إلى التفرق العددي الساحق للعرب على الأقلية الفرنسية. وإذن فسوف ننتهي في الأمد البعيد إلى نفس نتائج الحل الأول، وتبرز عندئذ من جديد مشكلة نقل السكان. على أن من الإجراءات التي نعتقد أنها ستساعد على حل هذه المسألة، هناك إجراء السماح للعرب الساكنين في المنطقة الفرنسية أن يتجنسوا بالجنسية الفرنسية، ويكتسبوا بذلك حق البقاء في المنطقة المذكورة، ولا شك أن عدد العرب الراغبين في ذلك كبير جدا، كذلك يمكن التساهل في حق انتقال السكان من إحدى المنطقتين للأخرى، كما هو جار الآن بين شمالي فرنسا وبلبجيكا مثلا. ولكن ماذا ستكون حدود المنطقة الفرنسية القترحة؟ ...

أعتقد أن مناطق سكنى الأقلية الأوروية في الجزائر الآن، هي الواجب اعتبارها أساسا لحدود التقسيم المقترح في هذا المجال! وهناك من يعتقد بأن تطبيق هذا الحل سوف يثير ثائرة جامعة الدول العربية، وربما كانت هذه المخاوف صحيحة. ولكن هل يجوز للدولة التي حاربت بشجاعة من أجل المحافظة على (ممر دانزيغ) أن تترك مليونين ومائتي ألف نسمة من لحمها ودمها في سبيل إرضاء حفنة من المتزعمين العرب؟ إن الشباب الفرنسي سوف يحسن الاختيار، ومن المؤكد أننا إذا تركنا أبناءنا فرنسيي الجزائر، فإننا لن نفقد بلادنا الأفريقية فقط، بل سوف نقضي على فرنسا ذاتها كأمة!).

<<  <  ج: ص:  >  >>