للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تساء معاملتها يوميا من قبل الإدارة والبلديات، وخاصة من قبل الصحافة المشبعة في غالب الأحيان بروح عدوانية سببت لنا كثيرا من الأضرار. وهكذا فإنهم بمعاناتهم لكثير من الآلام، ورميهم في معسكرات الاعتقال، وإبعادهم عنا، إنما ندفعهم في حقيقة الأمر إلى الارتماء في أحضان عدونا الألد.

لقد عددت - على سبيل المثال - في رسالة سابقة، بعض الإجراءات التي كان من شأنها أن تؤدي إلى آثار حسنة في هذا الصدد، ولكن لم يطبق أي إجراء من هذه الإجراءات، وقد رأيت بعيني كيف تنهار فرص توجيه الحكومة نحو سبيل الخلاص الوحيد. على أنني أعلم - يا عزيزي الرئيس - بأنكم تفهمون عواطفي أحسن الفهم، وأترك الأمر لحكومتكم التي علق عليها كثير من الفرنسيين، ومنهم أنا وأنت، كثيرا من الآمال. وانني أود على الأقل أن يكون لاستقالتي هذه معنى تجديد النداء للحكومة لاتخاذ القرارات الضرورية، مهما تكن صعوبتها.

إنني أؤكد بأن الوقت لم يفت حتى الآن، لاختيار السياسة التي يمكنها أن تنقذ في نفس الوقت، السلام من جهة، والوجود الفرنسي في الجزائر من جهة أخرى.

وختاما أرجو أن تثقوا، يا رئيسي العزيز، بأخلص عواطفي نحوكم

...

أعقب ذلك نقاش في (الجمعية الوطنية الفرنسية) استمر أربعة أيام، أحرزت (حكومة غي موليه) على إثر ذلك ثقة الأغلبية، وألقى (غي موليه) خطابا بدأه بإعلان أسفه الشديد لاستقالة (مانديس

<<  <  ج: ص:  >  >>