للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نشاطها العادي، ولعل حضورهم كاف لإعطاء صورة، وهمية بلا شك، ولكنها مدعاة لإثارة الطمأنينة في المدينة، وبأنه لن يحدث فيها شيء استثنائي، على أن سائر المطلوبين لا يلتحقون بأعمالهم: فنفر يضطربون تحت الشمس، وهم يتعرضون لرحمة نقاط المراقبة والتأكد من بطاقات تحقيق الشخصية - الهويات - وآخرون على الأرصفة: عمال محترفون، يمشون مثنى مثنى وراء جنود الشرطة العسكرية بخوذهم البيضاء. أما الموظفون والمستخدمون، فما زال معظمهم متغيبون عن الإدارات والمصالح، ولم يفت في عزمهم التهديد بعقوبات تبلغ حد العزل، باستثناء قلة منهم).

وعادت (الصحيفة الفرنسية) (١) لتكتب عن إضراب اليوم الثالث، ما يلي:

(مرة أخرى يستيقظ النهار على أصواب المطارق التي تبتر الأبواب، ومرة أخرى يذعن سكان حي القصبة لأوامر العسكريين الفرنسيين. ولا ريب في أن أوامر الدوريات، وعقوبات السجن التي فرضت على العمال والمعلمين والموظفين الذين أضربوا عن العمل، والإجراءات القاسية التي كان يتهامس بها هذا الصباح شباب بلكورت، إذ يساقون إلى المرفىء، كل هذا يبرهن على أن هذا النشاط العارض والجزئي، لم يكن عقويا، وما زال عدد المضربين، رغم التدابير المتخذة، ظاهر التفوق على الذين استأنفوا العمل من المسلمين؛ لقد كانت الجزائر يوم الإثنين مدينة صامتة اختفى منها المسلمون).

وجاء بعد ذلك ما يلي: يلاحظ هذا الصباح، بلا ريب، أن


(١) صحيفة (لوموند) ٢ شباط - فبراير - ١٩٥٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>