للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الانحطاط الراهنة التي تحل بالإمبراطورية العثمانية، والتهرب من هذا عن طريق اللجوء إلى المشاعر الأنانية، أو الاندفاع الزائد لا يفيد شيئا، إلا أن لا شيء يحملنا لأن نيأس ونقنط من قضيتنا نفسها، وأن نرمي بذلك الدولة والدين في كارثة نكون المسؤولين عنها أمام الله والتاريخ).

لقد بقي موقف السلطان صلبا، وهو ما عبر عنه مبعوث النمسا في رسالة كتبها إلى فيينا من القسطنطينية، يوم ١٥ آذار - مارس - ١٨٢٨ وجاء فيها: (لا شيء استطاع أن يحمل السلطان على تغيير موقفه، وسواء كان هذا الموقف صادرا عن خوف من خطر قد يتهدده إذا تراجع أمام مقترحات الدول الكبرى، أم أنه كان ناجما عن حرج ديني مبالغ فيه، أم عن تجاهل لواقع لا علاج

له، فإن الواقع هو أن مقاومته ازدادت ولم تضعف). غير أنه لم يمض أكثر من شهرين حتى استطاع محمد علي وبطريقة مذهلة إقناع السلطان بالموافقة على سحب جيوشه من المورة، وكذلك استطاع إقناع ابنه إبراهيم الذي كان السلطان يريد أن يستبقيه في المورة. وكان - محمد علي - يعود مفاوضيه شيئا فشيئا على تقبل هذا الحدث. إلا أن الاتفاق النهائي بين الجانب المصري والأميرال الإنكليزي (إدوارد كودرينغتون) لم يوقع إلا في الخامس من آب - أغسطس - ١٨٢٨ م. وكان القنصل الإفرنسي دروفيني قد ساهم بقسط كبير في إزالة الصعوبات من الجانب المصري. وانسحبت مصر من المورة وأخذت في الاستعداد للتحولات الجديدة.

كان من أول هذه التحولات التوقف عن دعم الإمبراطورية

<<  <  ج: ص:  >  >>