للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اعترض على هذا المخطط، وأراده أن يحارب (فرحات بن سعيد) أولا، ثم الإفرنسيين ثانيا. وهي الخطة التي عبر عنها الحاج أحمد بقوله: ((الخطة التي فيها هلاكي) غير أنه لم يكن يستطيع مقاومة اعتراضات صهره (ابن غانة) بعد أن تضافرت جميع العوامل ضده: (موت أو تخلي قادته عنه، وخلافه مع صهره بوعزيز الذي التحق بالإفرنسيين فعينوه في منصب (شيخ العرب). وكذلك محاولة الأمير عبد القادر بسط نفوذه على إقليم قسنطينة، بتوجيه نداء إلى أعيانه، وتعيين خلفاء له فيه أمثال: حسن بن عزوز، وفرحات بن سعيد الذي لم ينس عزله له حتى بعد سقوطه على أيدي الإفرنسيين، هذا بالإضافة إلى جهود (باي تونس) المضادة له بسبب غيرته من (الحاج أحمد) والكيد له في وسط القبائل المجاورة ولدى السلطان، ثم فرنسا التي كانت ترى في وجوده بين العرب علامة خطر، فكانت تؤلب عليه القبائل، وتخلق له الصعوبات أينما حل وحيثما ارتحل. ويمكن أن يضاف إلى ذلك سلبية السلطان العثماني الذي كان (الحاج أحمد) يعتمد عليه حتى بعد سقوطه) وظل (الحاج أحمد) يقاوم كل هذه العوامل من سقوط قسنطينة (سنة ١٨٣٧) وحتى استسلامه (سنة ١٨٤٨) حيث كان ينتقل طوال هذه الفترة من قرية إلى قرية، ومن الجبل إلى السهل. وبينما كان في (جبل أحمر خدو) اتصلت به السلطات الإفرنسية في (باتنة) و (بسكرة) وعرضت عليه الاستسلام، وإعادة كل أشيائه إليه وأخذه ليعيش في بلاد إسلامية. فقبل العرض بعد أن كبرت سنه ووهنت قواه. وذهب من بسكرة إلى باتنة في ٥ حزيران - يونيو - ١٨٤٨ م، ومنها إلى قسنطينة عاصمة ملكه القديم، التي عاد إليها مجردا من سلاحه، واستقبله أعيانها عند مدخلها، ودخل إليها وسطهم في كوكبة من الخيل.

<<  <  ج: ص:  >  >>