للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الرد بحجة أن وزير الخارجية (البارون داماس) لم يفهم طلب الباشا طالما أن سلفه قد وافق على أن تدفع فرنسا مباشرة إلى (بكري). وقد اتهم الباشا القنصل الإفرنسي (دوفال) بإخفاء رد فرنسا عنه، وزاد في سوء التفاهم بينهما ما قاله (يعقوب البكري) من أنه دفع بعض الأموال للقنصل الإفرنسي، فزاد ذلك من عدم ثقة الباشا في القنصل. ولذلك طلب الباشا إلى فرنسا استدعاء قنصلها، ودفع الدين الذي لبكري له شخصيا. ولكن فرنسا بدلا من أن تسمي قنصلا جديدا. وفقا للعادة المتبعة في التمثيل الديبلوماسي - وبدلا من أن تجيب الباشا بخصوص الدين، أرسلت إلى الجزائر سفينة حربية بقيادة الضابط (فلوري). طالبة من الباشا دفع تعويضات معينة، ومدعية عليه إدعاءات مختلفة.

ويذكر هنا أن (الباشا) قد سجن في سنة (١٨٢٦) يعقوب بكري لعدم وفائه برد الدين المستحق للقنصل الإنكليزي. كما حمله على التنازل عن كل الديون التي يدعيها (بكري) على إسبانيا وفرنسا وسردينيا، وإجراء هذا التنازل للداي (حسين باشا). الذي كرر مطالبته لفرنسا بتعيين قنصل جديد ودفع الديون، وعادت فرنسا من جديد فأرسلت في هذه المرة أربع سفن حربية بقرار من مجلس الوزراء وذلك في شهر نيسان (أبريل) ١٨٢٧ م.

أقبل عيد الفطر الأول من شوال سنة ١٢٤٣ هـ - مصادفا ليوم ٢٧ نيسان - أبريل - ١٨٢٧، وحضر القناصل الأجانب كالعادة إلى الديوان لتهنئة الباشا بالعيد. ودخل قنصل فرنسا (الجنرال دوفال) ليهنئه بعيد الفطر السعيد (وكان يتقن التركية - في حين تذكر مصادر أخرى أنه لا يتقن التركية إلا بقدر ما كان والي الجزائر حسين باشا

<<  <  ج: ص:  >  >>