للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى الساحل الغربي بقيادة (دوجوانفيل) (١) في شهر حزيران (يونيو) ١٨٤٤ لتدعيم مطالبها الرسمية. وتلقى المارشال (بيجو) في الوقت ذاته تعليمات للبدء بعملياته الهجومية البرية واضطر السلطان (عبد الرحمن) للرضوخ لمطالب الإفرنسيين بعد قصف طنجة وموقادور بقنابل الأسطول، وبعد معركة (ايلسلي) (٢) وفرضت معاهدة الصلح على السلطان فرضا، وتضمن البند الرابع منها. (يعتبر عبد القادر خارجا على القانون في جميع أنحاء الدولة المغربية وفي الجزائر. ونتيجة لذلك، ستطارده القوات الإفرنسية من الجزائر والقوات المغربية من المغرب، إلى أن يطرد من هناك، أو يقع في قبضة قوات إحدى الدولتين. ففي حالة وقوع عبد القادر في أيدي القوات الإفرنسية، تتعهد حكومة جلالة ملك فرنسا أن تعامله باحترام وكرم. وفي حال وقوعه في أيدي القوات المغربية يتعهد جلالة سلطان المغرب بإجباره على الإقامة، مستقبلا، في إحدى مدن الساحل الغربي لدولته، إلى أن تتوصل الحكومتان إلى اتخاذ إجراء يمنعه من استئناف القتال، وتعكير الهدوء في الجزائر والمغرب).

انسحب الأمير عبد القادر بعيدا في جوف الصحراء، غير أن المعاهدة المفروضة استثارت غضب المسلمين في المغرب كله، ووصلت إلى الأمير رسائل من كل المستويات تطالبه بقيادتها للإطاحة بالسلطان، غير أن الأمير رفض استثمار هذا الموقف الذي يضعف


(١) دوجوانفيل: (PRINCE DE JOINVILLE FRANCOIS DE BOURBON ORLEANS) أميرال إفرنسي - من مواليد نويي (NEUILLY) (١٨١٨ - ١٩٠٠) الابن الثالث للملك لويس فيليب. (شقيق دومال الذي سبق ذكره).
(٢) إيسلي: ISLY نهر مشترك بين الجزائر والمغرب، يرفده نهر تافنة من يساره.

<<  <  ج: ص:  >  >>