للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الباب العالي يعتقد أنه بالإمكان تسوية الخلاف الإفرنسي الجزائري بصورة سلمية، على نحو ما حدث في مرات كثيرة سابقة. وعندما أعلن عن اجتياح فرنسا للجزائر أخذت الدولة العثمانية في بذل الجهود - مع إنكلترا - لإقاع فرنسا بالانسحاب وأعلن الباب العالي من جهته: (حق الدولة العثمانية في الجزائر). كما أرسل مذكرات إلى فرنسا، من بينها المذكرة المرسلة في ذي الحجة ١٢٤٦ هـ الموافق ١٣ أيار - مايو - ١٨٣١ والتي (تبين حقوق الدولة العثمانية في الجزائر، إذ بموجب المواثيق والأحكام المرعية بين الدولة العلية والدول الصديقة منذ القديم فإن حقوق الدولة السنية بالجزائر ثابتة في جميع الأزمان. ولهذا يجب استرداد الجزائر، إذ لا إشكال في أنها ملك موروث للدولة العلية). وانطلق السفراء العثمانيون في محاولاتهم للتسوية السلمية بشأن الجزائر، وأخذوا في العمل مع (بالمرستون) (١) في إنكلترا و (مترنيخ) (٢) في النمسا.

قدم السفير العثماني (نامق باشا) مذكرات كثيرة للحكومة البريطانية من أجل (تخليص الجزائر من الإحتلال الإفرنسي، وكان من بينها مذكرة باللغة الإفرنسية مؤرخة في ٢ آذار - مارس - ١٨٣٣، وكان رد (بالمرستون) ورجال الدولة الإنكليز: (بأنهم لن يستطيعوا


(١) بالمرستون: (LORD PALMERSTON HENRY TEMPLES) رجل دولة إنكليزي، (١٧٨٤ - ١٨٦٠) قاد سياسة إنكلترا بعنف ضد فرنسا طوال أربعين عاما.
(٢) مترنيخ: (PRINCE DE METTERNICH WINNEBURG KLEMENS LOTHER WENZEL) رجل دولة نمساوي، من مواليد كوبلنز (١٧٧٣ - ١٨٥٩) عمل سفيرا لبلاده في باريس سنة١٨٠٦ - ١٨٠٩، قاد المفاوضات بشأن زواج ماري لويز من نابليون بونابرت وبعد سقوط نابليون، أصبح بموجب الحلف المقدس عمدة لأوروبا - ووصيا عليها - وفرض الحكم المطلق داخل بلاده - النمسا -.

<<  <  ج: ص:  >  >>