للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أمور كثيرة، كالتقارب بين إنكلترا والباب العالي، ثم إرادة السلطان في حصر قوة محمد علي مهما بلغ الثمن في إطار ضيق هو إطار مرؤوس عادي، وذلك بإرغامه على تقليص قوة أسطوله وجيشه، وأخيرا الموافقة التي يلقاها هذا المشروع من جميع الدول الكبرى. والمفاوضات عاجزة بمفردها عن بلوغ هذه النتيجة. لذا سوف يلجأ إلى قوة السلاح وستنشب الحرب) (١).

كانت قوات محمد علي قد بسطت نفوذها على الجزيرة العربية، ووصلت إلى منطقة الخليج، ووجدت بريطانيا في ذلك مناسبة للتدخل، وفي ١٥ حزيران - يونيو - ١٨٣٨ صرح وزير الخارجية البريطاني: (بأن وجود مصر في الخليح العربي لا يمكن احتماله. وهذا ما جعل الاشتباك بين القوتين أمرا يصعب تجنبه، إذ أن النفوذ المصري سيمتد بسرعة من البصرة الى بغداد). واجتمع محمد علي بالسفير الروسي، وشكا إليه صغف بريطانيا، ونقل السفير ذلك برسالة في ٦ أيلول - سبتمبر - ١٨٣٨ جاء فيها ما يلي: (ذكر محمد علي التحذير الذي تلقاه مؤخرا، والذي جاء فيه من أن بريطانيا تعتبر أي اعتداء تقوم به القوات المصرية على عدن يعتبر بمثابة إعلان للحرب، ويذكر أن الحكومة البريطانية اشترت عدن مؤخرا من أمير محلي بمبلغ (١٥٠٠)

جنيه. واحتج بشدة ضد هذه الادعاءات بقوله: علي هذه المرة أيضا أن أخضع لقانون الأقوياء كما هي الحال في قضيتنا. إن الدول الكبرى تصدر إلي الأوامر لأنها أقوى مني ... ولا بد لي وأنا أنهي تقريري من أن استرعي انتباه فخامتكم جديا إلى أمر يبدو تافها في الظاهر، ولكنه قد يتسبب في المستقبل بنتائج خطيرة: لقد قامت شركة الهند الشرقية


(١) المرجع السابق ١٠٥ و١١٢ و١١٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>