للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على (جيراردروهلف) لتنفيذ هذه المهمة بسبب معرفته القديمة للمنطقة ومعرفته أيضا للغة العربية معرفة جيدة. حيث كان يعمل جنديا مرتزقا في حرس الشرف بالجزائر ثم غادرها في العام ١٨٦٩ إلى طرابلس للقيام بنشاط مضاد للسياسة الإفرنسية بالجزائر. غير أن إقامته في طرابلس لم تستمر طويلا، إذ اكتشفت السلطات التونسية نشاطاته فأبعدته ورفيقه إلى صقليا - بعد اعتقالها لفترة قصيرة. وقد استمر بعد ذلك تسرب الجواسيس البروسيين من تونس إلى مدن الجزائر الوسطى الساحلية، وإلى المغرب الأقصى حتى طنجة لنشر دعايتهم ضد الإفرنسيين، واستمالة الأعوان إليهم. ولكنهم على ما يظهر لم ينجحوا في مهمتهم النجاح المطلوب، ولم يستميلوا إلا نفرا قليلا لم يؤد دورا مفيدا لهم ... ولعل هذا الفشل هو الذي دفع البروسيين إلى تزوير رسائل تأييد باسم الجزائريين إلى الإمبراطور البروس. فقد نشرت الجريدة الرسمية الألمانية في أواخر تشرين الثاني. نوفمبر - ١٨٧٠ رسالة مزعومة من الجزائريين إلى الإمبراطور (غليوم) يعلنون فيها تأييدهم له وفرحهم بانتصاره. واضطر الجزائريون بالعاصمة إلى تكذيب ذلك في رسالة طويلة وجهوها إلى محرر جريدة (المبشر) لنشرها. وكان في مقدمة الموقعين عليها: حسن بن بريهمات، وعدد آخر من القضاة ورجال الإفتاء والأئمة والعدول (١).

لم يحاول الإفرنسيون فهم حجج الثورة الدائمة في الجزائر وأسبابها، فاتهموا البروسيين بالتحريض عليها، كما اتهموا في الوقت ذاته حلفاءهم الإنكليز بالتحريض على الثورة، في محاولة لاستثمار


(١) المبشر عدد ٧٣٢ (٥ كانون الثاني - يناير - ١٨٧١) والأخبار ١٨ كانون الأول ديسمبر ١٨٧٠ وبريد وهران (٢١ كانون الأول - ديسمر - ١٨٧٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>