للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بسفينة معادية تابعة لمدينة جنوه الإيطالية، فهاجمها وأسرها وغنم ما فيها، ثم رجع بها إلى تونس وضمها إلى قوة اسيطيله.

ولم تكن هذه المعركة - أو هذا الاشتباك الأولي - معدوم القيمة أو الفائدة، فقد ظهر لرجال القبائل الجبليين شدة مراس هؤلاء المقاتلين البحارة من المسلمين، وما يتميزون به من الشجاعة والإقدام , فكان الاشتباك هو اختبار للثقة، وبداية للتعارف وتنسيق التعاون بين القوى المختلفة، وجاء فقد ذراع عروج) عربونا لهذه الثقة.

وفي الوقت ذاته، كانت هذه العملية إنذارا للإسبانيين، الذين عرفوا أن تلاحم القوى في البر والبحر سيؤدي إلى تعاظم قوة المسلمين، فعملوا فورا على طلب المزيد من الدعم من إسبانيا، وغيروا بالمقابل سياستهم للفصل بين القوى البحرية (عروج وأخيه خير الدين) والقوى البرية (الوطنية والقومية في المغرب الإسلامي) وذلك باستمالة هذه الأخيرة وإغداق الأموال عليها وذلك أمكن لهم العثور على من يتعاقد معهم لتأمين الإمداد والتموين للحامية الإسبانية.

وقد أفاد (عروج) من تجربته الاستطلاعية لمدينة (بجاية)، فعرف أنه من المحال محاصرتها وخوض حرب طويلة ضدها وهو في قاعدته البعيدة في (تونس). فقرر فتح (جيجل) التي تبعد مسافة (١٢٠) كيلومترا غربي بجاية، وتحريرها من قبضة الأعداء، واتخاذها قاعدة للعمليات المقبلة يتم فيها تجميع الوسائط وحشد القوى. وكانت مدينة جيجل خاضعة لحامية إيطالية (من جنوه) منذ سنة (١٢٦٠ م) وعندما قام (عروج) بهجومه الفاشل على (بجاية) أسرعت حامية (جيجل) فطلبت الدعم الذي تولى أمره المغامر

<<  <  ج: ص:  >  >>