للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لإشعار الإخوان الرحمانيين بانطلاقة الثورة. وأخذ الرسل والدعاة في التنقل بسرعة إلى كل الجهات، لإبلاغ نداء الشيخ الحداد إلى السكان. وشرع سي عزيز في جمع الرجال وتنظيمهم، وتعيين القادة والرؤساء، فاستمال إليه زعيم (بني يمل - المدعو أورابح) وعينه قائدا على ثوار الجبابرة، بينما فر القائد أحمد أورابح بأسرته إلى بجاية. وبعد أن تجمع لدى سي عزيز عدد كبير من المحاربين، نظمهم وقسمهم إلى قسمين: قسم وضعه تحت قيادته المباشرة ويتكون من خمسة آلاف محارب تقريبا، يعاونه القائد عبد الله بن عبد القادر الوهراني - مقدم بني سليمان - والبشير بن علي وعبد الله بن الأعلى. أما القسم الثاني، فقد وضعه تحت قيادة أخيه محمد، ويتكون من أربعة آلاف محارب، يعاونه القائد عمر أبو جمعة، وبو جمعة بن نحمان، والعريف حمو (الذي كان من ضمن حرس ابن علي الشريف وانضم إلى الثوار).

ونظم (سي عزيز) جهاز الاستخبارات فعين جماعة لهذه الغاية تعمل تحت قيادة عبد العزيز صهر الشيخ محمد بن الحداد، ومحمد أكلي بن بوعرون مقدم بني سليمان، ومحمد أو يحيى مقدم فيانة ورزقي بن بوزيان من الجبابرة.

أكمل سي عزيز وأخوه استعداداتهما، ثم أقاما معسكرهما في قرية (ذراع تاقاعت) شمال الضفة اليمنى لوادي الصومام يوم ١٢ نيسان - إبريل - وفي هذا الوقت ذاته كان ثوار (بني) و (غليس) في الضفة اليسرى يحشدون الناس للجهاد، وكانت العقبة الرئيسية لهما تتمثل في معارضة (ابن علي الشريف - باشآغا شلاطة) و (محمد أمزيان ابن الموهوب - شيخ زاوية العراش). فوجها إليهما رسالتي تهديد في اليوم التالي لإعلان الثورة. كما كتبا رسائل مماثلة إلى شخصيات أخرى - ولم يترددا في مهاجمة برج شيخ العراش في - إيمولة - بعد يومين

<<  <  ج: ص:  >  >>