للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبالإضافة إلى ذلك، فإن تعاظم قوة (عروج وأخيه خير الدين) ستدمر تلك العلاقات التي جهدت إسبانيا في إقامتها مع الفئات المتعاونة معها، وهو أخطر ما كان يتهددها فقررت تنسيق الجهد مع عملائها للقيام بهجوم مباغت على الجزائر، تشترك فيه فيالق عسكرية جديدة بالإضافة إلى حامية (حصن الصخرة - البنيون) وقوات سلطان تنس، وقوات الحاقدين على (عروج وأخيه) من أمثال (يحيى بن سالم التومي) وأنصاره، وبالإضافة أيضا إلى جموع الأعراب من (بني سالم) والذين كانوا ينتشرون حول الجزائر والذين كانوا ينتظرون الفرصة المناسبة - وفقا لتقدير السلطات الإسبانية - من أجل الانقضاض على المدينة لتدمير النظام الجديد الذي أقامه (الأخوان ذوي اللحى الشقراء) والفوز بشيء من غنائمه وأسلابه.

أعد الكاردينال (خمينيس) حملة جديدة ضد الجزائر، وأشرف على تجهيزها. وعين لقيادتها قائدا من أبرز القادة الأكفاء هو (دياقودي فيرا) , وأبحرت هذه الحملة في أواخر شهر أيلول - سبتمبر - (١٥١٦ م) من الموانىء الأندلسية وهي تضم (٣٥) سفينة تحمل قوة من ثمانية آلاف مقاتل مع متطلباتها من المدفعية والذخائر، واختارت لنزولها السهل الذي يقع عليه اليوم (ربض - باب الواد) حيث كان يصب وادي المغاسل في البحر. وكان (عروج) وقادة المجاهدين معه من أبناء الجزائر يتابعون الموقف، فوضعوا مخطط عملياتهم كالتالي:

أولا: السماح للقوات الإسبانية بالإنزال مع عدم تقديم مقاومة كبيرة.

ثانيا: ترك معظم القوى الإسلامية في حصون المدينة ووراء أسوارها، وعدم زجها إلا في الوقت المناسب.

<<  <  ج: ص:  >  >>