للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

انتهى السلطان إلى أن يصبح مجرد رئيس اسمي لها. واحتفظت فرنسا خلال الحرب العالمية الأولى بالمركز الذي اكتسبته في مراكش، لتبسط نفوذها على البلاد كلها ما بين سنة ١٩٢١وسنة ١٩٢٤ وذلك عن طريق مجموعة من الحروب التي أرهقت فرنسا. ودفع المغاربة (المراكشيون) ثمنا غاليا لها من دمائهم وتضحياتهم.

وعرفت بلاد المغرب - مراكش - في هذه الفترة بطلا من أشهر أبطال الحروب الثوروية في العالم الإسلامي هو (الأمير عبد الكريم الخطابي) الذي كان يعيش مع أسرته منذ عهد بعيد في منطقة الريف، عند أجدر على خليج الخزامى.

وفي سنة ١٩٢١، أعلن الأمير عبد الكريم ثورته ضد الإسبانيين للدفاع عن قومه. ولم يكن مع الأمير آنذاك سوى عدد قليل من الرجال، غير أن لهيب ثورته لم يلبث أن انتشر سريعا بين القبائل كلها في مراكش الشمالية. وأنزل عبد الكريم بأعداء المسلمين خسائر فادحة، ثم هاجم منطقة الاحتلال الإفرنسية، وتهدد فاس بالاحتلال؛ وعندئذ تعاونت قوى الاستعمار الإسباني - الإفرنسي للقضاء عليه وعلى ثورته، وتم لها ذلك في شهر شباط - فبراير - سنة ١٩٢٦ حيث اضطر الأمير عبد الكريم إلى إلقاء السلاح، فنفي في بداية الأمر إلى مرسيليا ثم أبعد إلى جزيرة (ريونيون) بالقرب من جزيرة القمر - مدغسكر - ومنذ ذلك الحين، وطدت إسبانيا أيضا سلطتها في مراكش - المغرب ..

لم تلبث إيطاليا بعد ذلك أن انضمت إلى ركب الدولتين الاستعماريتين (بريطانيا وفرنسا). فاتجهت إلى طرابلس الغرب

<<  <  ج: ص:  >  >>