للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأوروبيين في ١١ حزيران - يونيو - ١٨٨٢، وعندما رفض عرابي الإنذار البريطاني، قامت البوارج الحربية البريطانية بقصف الإسكندرية يوم ١١ تموز - يوليو - ولم تلبث القوات البريطانية أن وطئت أرض مصر، وانضمت إليها على الفور قوات الخديوي توفيق، الذي كان قد طلب من بريطانيا حمايته. وتوجه أحمد عرابي بقواته إلى التل الكبير لمجابهة القوات (البريطانية - الخديوية). ووقعت معركة يوم ١٣ أيلول - سبتمبر - لم تكن في مصلحة القوات المصرية، رغم ما أظهرته هذه القوات من الاندفاع والحماسة وذلك بسبب عدم التكافؤ في القوى والوسائط التي زجها في المعركة. ولم يمض أكثر من يومين، حتى تم اعتقال أحمد عرابي في القاهرة، حيث تم نفيه إلى جزيرة سيلان ليقضي فيها عشرين عاما تقريبا، وقد تم السماح له بالعودة إلى وطنه سنة ١٩٠١.

قررت معركة (التل الكبير) في الحقيقة، مصير أرض الكنانة ومستقبلها لفترة ثلاثة أرباع القرن تقريبا. فقد فرضت بريطانيا رقابتها على المالية المصرية وقيادة الجيش المصري، وأقامت حاميات بريطانية في مناطق كثيرة، على امتداد قناة السويس ومنطقة البحر الأحمر بصورة خاصة ..

ليس هذا فحسب، بل إنها اصطنعت منصب (القنصل العام) الذي يقيم إلى جانب الخديوي؛ ليكون الحاكم الفعلي للبلاد. شأن المقيمين البريطانيين الذين جرت عادتها على تعيينهم مستشارين للحكام الوطنيين في الهند. إذا فقد أصبح تاريخ مصر - طوال هذه المدة - مرتبطا بتاريخ الإمبراطورية البريطانية. وتم فصل مصر عن

<<  <  ج: ص:  >  >>