للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفيها هرب المتنبّي الشاعر إلى العراق.

وكان لهروبه سبب عجيب، وذلك أنّ الشعراء كلّ عيد يحضرون مجلس كافور، فسأل عنه، فقالوا: ما ندري أين هو. فقال كافور: امضوا إلى بيته وسلوا عنه، فمضوا، فقيل لهم: له ثلاثة أيام غائب في الريف، وفتحوا الباب فلم يَلقَوا فيه أحدًا (١).

وكان رجل بإزاء دارٍ لكافور فقال: قد أعطاني، يا أيّها الأستاذ، رقعةً وقال لي: سلِّمْها إلى الأستاذ وقُل له: قد قضيت الحاجة. فأخذها كافور ولم يفتحها وأحرقها في الشمعة، وقال: لعن الله من أقعدنا عن حقّه. وقال لبعض كُتابه في تلك الساعة: أما سمعتم المتنبّي (واقفًا) (٢) يقول:

عدوُّك مذمومٌ بكل لسان … ولو كان من أعدائك القمرانِ

وللَّه سِرٌّ في عُلاك وإنّما … كلام العِدَى ضربٌ من الهذيانِ (٣)

قالوا: بلى. قال كافور: فقد اعترف أنه عدوّ لنا (٤) والحمد لله (٥).

[سنة ثلاثماية وإحدى وخمسين]

فتح نقفور (٦) ملك الروم حلب، وأحرق المصاحف، وهدم دار علي بن حمدان التي داخل باب الجِنان، وحمل سقفها إلى بلد الروم [مع] (٧) منبر الجامع (٨).

واعتصم سيف الدولة بقِنّسرين (٩).


(١) في "أ": "أحد".
(٢) من "ب".
(٣) البيتان في ديوان المتنبي، بشرح العكبري ٤/ ٢٤٢.
(٤) في "ب": "اعترف بأنه عدو هذا".
(٥) قارن بما في: المقفّى الكبير للمقريزي ١/ ٣٨٧٥، ٣٧٦، وليس فيه بيتا الشِعر. والرجل الذي أطلع كافور على الرُقعة هو: أبو بكر الفرغاني أحد جُلسائه.
(٦) في "ب": "يغفور".
(٧) من "ب" والدرّة السنية.
(٨) خبر حلب في: تاريخ الأنطاكي ٩٧ - ٩٩، وتجارب الأمم ٢/ ١٩٢ - ١٩٤، وتكملة تاريخ الطبري ١/ ١٨١، ١٨٢، والإنباء ٣٤٣، وزبدة الحلب ١/ ١٥٨، ١٥٩، وتاريخ حلب ٣٠٠، وتاريخ الزمان ٦٦، والمنتظم ٧/ ٤٧ (١٤/ ١٤٠، ١٤١)، والكامل ٧/ ٢٣٧ - ٢٣٩، وتاريخ ميخائيل السرياني ٣/ ٩٧، وتاريخ مختصر الدول ١٦٨، ١٦٩، والمختصر في أخبار البشر ٢/ ١٠٣، ١٠٤، ونهاية الأرب ٢٦/ ١٤١، ٢١٤٢، والدرّة السنية ٤٠٧، ودول الإسلام ١/ ٢١٧، وتاريخ الإسلام (٣٥١ هـ) ٧، ٨، والعبر ٢/ ٢٨٩، وتاريخ ابن الوردي ١/ ٢٨٩، والبداية والنهاية ١١/ ٢٣٩، ٢٤٠، ومآثر الإنافة ١/ ٣٠٥، والنجوم الزاهرة ٣/ ٣٣٢، وتاريخ الأزمنة للدُوَيْهي ٦٣.
(٩) الدرّة السنية ٤٠٨.

<<  <   >  >>