للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال -تعالى-: {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ (٢٩)} (١).

وما أحوجَ المسلمين اليوم إلى الإمتثال لأوامر القرآن ونواهيه والعمل بما فيه من آيات بينات وحكم وعظات، وتعلمه وتعليمه وتفهمه وتفهيمه: عن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: (كان الرجل منا إذا تعلم عشر آيات لم يجاوزهن حتى يعرف معانيهن والعمل بهن) (٢).

وقال أبو عبد الرحمن السلمي: (حدثنا الذين كانوا يقرؤوننا أنهم كانوا يستقرؤون من النبي - صلى الله عليه وسلم -، وكانوا إذا تعلموا عشر آيات لم يخلفوها حتى يعلموا بما فيها من العمل فتعلمنا القرآن والعمل جميعًا) (٣).

وبهذا تمسك به أجدادنا حقيقة، وجعلو ٥ منهاجهم في الحياة ونبراسهم في العمل حتى غدوا سادة العالم وقادة الإنسانية في زمن قليل يعد على الأصابع.

ولكن يا لله من عصر تتقلب فيه الحقائق فيتحول القرآن من دنيا بعض المسلمين إلى مصاحف ثمينة داخل علب مغلفة بالحرير يتبادلها الناس هدايا في مناسباتهم أو يضعونها في واجهات متاجرهم وسياراتهم لتجلب البركة وتدفع السوء في اعتقادهم كحرز وغيره فإنا لله وإنا إليه راجعون!! ألهذا أنزل القرآن؟!!


(١) سورة ص: آية ٢٩.
(٢) انظر: كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال ٢/ ٣٤٦، حديث رقم ٤٢١٣، تأليف علاء الدين الهندي البرهان فوري، طبع مؤسسة الرسالة ١٣٩٩ هـ - ١٩٧٩ م.
(٣) انظر: المرجع السابق من كنز العمال ٢/ ٣٤٧، حديث رقم ٤٢١٥.

<<  <   >  >>