للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الرسول النبي الأمي خاتم الرسل - صلوات الله وسلامه عليه - " (١).

ويقول عمر بن عبد العزيز - رضي الله عنه -: (إن للإِيمان فرائض وشرائع وحدودًا وسننًا فمن استكملها استكمل الإِيمان ومن لم يستكملها لم يستكمل الإِيمان) (٢).

نعم، "إن الإِيمان الحق عقيدةٌ ثابتة تنسب الخلق والأمر جميعًا إلى الله وحده، وعِلْم موحَّد يتسع لِأَبعاد الوجود غيبه وشهوده، ولأوامر الله في الطبيعة والشريعة ولمراحل الحياة أولها وآخرها وموقف في الحياة لا يختلف يتخذ المسلم لقاءه -تعالى- غاية مجردة وعبادته وسيلة مخلصة ويجعل هديه المنزل صراطًا إليه مستقيماً" (٣).

إن الإِيمان معنى يتخلل كل وجود المؤمن وينبغي أن يتمثل في كل لحظة ولمحة من حياته فالعقائد مرتبطة بالأعمال والأعمال مرتبطة بالمشاعر "النيات" وليس مؤمنًا من اعتقد أن التكاليف والعبادات والأوامر والنواهي ليس مطلوبًا منه أن يعمل بها وإنما يكفي التصديق بها فحسب، وليس مؤمنًا من فرق بين الصوم والصلاة والجهاد وسائر العبادات في لزومها وفرضيتها، أو جحد لزوم حد من الحدود وشأن من اعتقد ذلك شأن من كفر بالله رباً وبالِإسلام دينًا وبمحمد نبيًا ورسولًا ... قال -تعالى-: {لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا


(١) انظر: تفسير ابن كثير ١/ ٣٥٨. (تفسير القرآن العظيم، للإِمام الحافظ ابن كثير - الطبعة الثالثة ١٣٧٥ هـ - مطبعة الاستقامة بالقاهرة ج. م. ع.
(٢) صحيح البخاري ١/ ٨ - كتاب الإِيمان باب ١.
(٣) الإِيمان - أثره في حياة الانسان، د. حسن الترابي ص ٢٧٩ - طبعة أولى ١٣٩٤ هـ، دار القلم بالكويت.

<<  <   >  >>