للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

سبباً لمحبة الله عبده ... فبمحمد - صلى الله عليه وسلم - تبين الكفر من الإِيمان والربح من الخسران والهدي من الضلال والنجاة من الوبال والغي من الرشاد والزيغ من السداد، وأهل الجنة من أهل النار والمتقون من الفجار وإيثار سبيل من أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين من سبيل المغضوب عليهم والضالين، فالنفوس أحوج إلى معرفة ما جاء به واتباع ٥ منها إلى الطعام والشراب فإن هذا إذا فات حصل الموت في الدنيا، وذاك إذا فات حصل العذاب -في الآخرة- فحق على كل أحد بذْلَ جهده واستطاعته في معرفة ما جاء به وطاعته إذ هذا هو طريق النجاة من العذاب الأليم، والسعادة في دار النعيم) (١).

نعم: إن من الأسس التي يقوم عليها التحاكم إلى شرع الله في الأرض أن يبذل المسلم وسعه في معرفة ما جاء به - صلى الله عليه وسلم - والعمل به وتقديمه على غيره ورد كل ما سواه. قال الإمام الشافعي -رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى-: (أجمع المسلمون على أن من استبان له سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يحل له أن يدعها لقول أحد) (٢).

وقال ابن عبد البر وابن تيمية -رَحِمَهُمَا اللهُ تَعَالَى-: (لا قول لأحد مع قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا صح الخبر عنه - صلى الله عليه وسلم - وسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أحق بالأخذ والعمل بها وهذا شأن كل مسلم) (٣).


(١) انظر: فتاوى شيخ الإِسلام ابن تيمية -رَحِمَهُ اللهُ- ١/ ٤، ٥، ٦.
(٢) هدية السلطان إلى مسلمي بلاد جامان - محمد سلطان المعصومي المكي ص ٢٠، ٢١ طبعة أولى ١٣٦٨ هـ، مطابع الحلبي - مصر.
(٣) هدية السلطان إلى مسلمي بلاد جامان ص ٢٠، ٢١.

<<  <   >  >>