للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والتخفيفات في سائر الفرائض والواجبات" (١).

نعم: إنه بأدنى تأمل يبدو جليًا أن هذا الدين كله بتكاليفه وعباداته وتشريعاته ملحوظ فيه فطرة الإِنسان وطاقته، وملحوظ فيه تلبيته تلك الفطرة وإطلاق هذه الطاقة والاتجاه بها إلى البناء والإستعلاء، فلا تبقى حبيسة كالبخار المكتوم ولا تنطلق انطلاق الحيوان الغشيم إذا تقرر هذا: فإنه لا مساغ لأحد ولا منفذ له للِإعراض عن تحكيم الشريعة الإِسلامية متذرعًا بالعسر والضيق أو متعللًا بأن هذه الشريعة السمحة جامدة صارمة لا يتسع صدرها لمسايرة التطور، ومواجهة ما يجد من أحداث الزمان بروح العصر ... إلخ، هذه الافتراءات والافتعالات المزعومة التي دسها المستشرقون وأمثالهم ممن يكتبون عن الإِسلام بروح التعصب وعقلية المتحامل. وصدق الله العظيم إذ يقول: {وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَنْ ذِكْرِهِمْ مُعْرِضُونَ (٧١)} (٢).

(ب) ومن السنَّة النبوية:

نذكر بعض الأحاديث الدالة على يسر الشريعة الإِسلامية وسماحتها ومرونتها من ذلك:

١ - ما رواه الإمام أحمد في مسنده عن أبي أمامة - رضي الله عنه - قال: خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سرية من سراياه ... فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إني لم أبعث باليهودية ولا بالنصرانية ولكني بعثت بالحنيفية السمحة ... " الحديث (٣).


(١) تفسير ابن كثير ٣/ ٢٣٦.
(٢) سورة المؤمنون: آية ٧١.
(٣) انظر: مسند الإمام أحمد ٥/ ٢٦٦.

<<  <   >  >>