للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

[الفصل الثاني: أحوال الإسناد الخبري]

[مدخل]

...

[الفصل الثاني: أحوال الإسناد الخبري]

١- أغراض الخبر.

٢- أضراب الخبر.

٣- التجوز في الإسناد.

من الواضح أننا لا نستطيع أن ندرك من اللغة غرضًا، ولا أن نفيد منها معنى إلا إذا ارتبطت كلماتها بعضها ببعض، وصارت كل لفظة متصلة بالأخرى نوعا من الاتصال، وفي ضوء هذا الترابط، وهذه الصلات تكمن المعاني، والأفكار التي تحتويها النصوص اللغوية، وتحفظها في بنائها الحي، تراثا خالدا، وفكرا حيا، ومهارة الأديب، ونبوغ الشاعر، وعبقرية اللغة، كل هذا يكمن فيما بين الكلم من ترابط وصلات، فحذق الأديب والشاعر يظهر في مقدرته الفائقة على صياغة كلم اللغة، صياغة بصيرة واعية، تصف كل خاطرة من خواطر نفسه، وتفصح عن كل فكرة تومض في كيانه، أو شعور يختلج في مطاويه، وعبقرية اللغة تكمن في مرونتها، وطواعيتها وإفادتها دقيق المعاني، بوجوه وفنون الصياغة، فتصف بهيئة الكلمة وتشير بخصوصية التركيب، وليس هنا موضع التفصيل في هذا، ولكني قدمته لأقول: إن الإسناد أصل الفائدة ومناطها، فليست معاني الشعر وقضايا الفكر، وروايات التاريخ، وأصول العلوم كلها إلا فكرا ومعاني، ودلالات هي ولائد الإسناد وبناته، والإسناد يعني أن تثبت الشيء

للشيء أو تنفيه عنه، كقولك: جاشت أشواقه، فقد أثبت الجيشان للأشواق فالجيشان مثبت، والأشوق مثبت له، فلو قلت: الأشواق.. الجيشان ... لم تفد شيئا، وإنما أفدت بالإثبات وبأن قلت: جائت أشواقه، فأثبت للأشواق فعلا وحدثا هو الجيشان.

<<  <   >  >>