للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قوله: (حرب): بفتح الراء: ذهاب المال والأهل، يقال حرب الرجل فهو حريب، إذا سلب أهله وماله.

(كورك على ضلع): هو مثل: أي أنه لا يستقل بالملك ولا يلائمه، كما أن الورك لا تلائم الضلع.

(الدهيماء): السوداء المظلمة أو الداهية ومنها: أدهم أي أسود.

(الفسطاط): الخيمة الكبيرة والمراد به في هذا الحديث: الفرقة المجتمعة المنحازة عن الفرقة الأخرى) (١)

الظاهر من هذا الحديث الذي وفعه ابن عمر -رضي اللَّه عنه- إلى النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- أن فتنة (الأحلاس) هي الفتنة التي نشبت بين المسلمين بعد مقتل عمر بن الخطاب -رضي اللَّه عنه-، وما حدث من الإقتتال بعده حيث أمر النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- فيها إلى الإعتزال وأن يكون المسلم (حلس بيته) وهي مبالغة في التصوير البلاغي حيث شبه النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- المسلم بحلس البيت أي يكون كمتاع من متاع بيته وهي إمعان في الأمر بالعزلة وعدم المشاركة في الفتن التي تحدث.

أما فتنة (السراء): (فقد تكون سيطرة العباسين على الحكم وما رافق ذلك من ظلم وترف، أي هي فترة الخير الذي يشوبه دخن (٢) وقد تكون فتنة السراء هي الفتنة التي حصلت من تحت قدمي حاكم الحجاز الملقب (بالشريف) والذى اتفق مع الأنكليز ضد المسلمين العثمانيين، ولا شك أن السراء والترف الذي حصل في ذلك العصر نتيجة اكتشاف النفط كان فتنة عظيمة أصاب نسبة كبيرة من المسلمين والعرب، وهكذا تكون فتنة السراء


(١) انظر هامش: اليوم الآخر في ظلال القرآن، أحمد فائز صـ ١٣٧.
(٢) سيأتي الحديث لاحقًا.

<<  <   >  >>