للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

العظيم لاهون سادرون معرضون، بل منهمكون في توافه الدنيا وزخرفها وملذاتها، ناسون أنهم ما خلقوا للعبث واللهو وإنما خلقوا لمهمة أعظم وأكبر من ذلك وهي مهمة عبادة اللَّه. والاستخلاف في الأرض.

• ويراد بقيام الساعة أمران:

أ- قيام ساعة كل إنسان وذلك حين يحين الوت، إذ تقوم قيامته ويتحول إلى دار أخرى وعالم آخر هو عالم البرزخ الذي هو إما روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار، ومما يشير إلى هذا المعنى قول النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- عن عائشة -رضي اللَّه عنها- قالت:

"كان الإعراب إذا قدموا على رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- سألوه عن الساعة، متى الساعة؟ فينظر إلى أحدث إنسان منهم فيقول: إن يعش هذا لم يدركه الهرم حتى قامت عليكم الساعة"، قال هشام: يعني موتهم (١).

واضح من خلال هذا الحديث أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- صرف الناس عن أمر الساعة الكبرى وإنما وجههم إلى الاستعداد للموت والتزود له، ولما ينتظرهم من مصير في ذلك العالم البرزخى، وعليه يتبين أن الموت والانتقال إلى الدار الآخرة هو قيام قيامة الإنسان على الخصوص ويؤيد الحديث السابق الحديث الأتى:

عن أنس بن مالك -رضي اللَّه عنه- قال:

"أن رجلًا سأل رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- متى الساعة؟ فسكت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- هنيهة، ثم نظر إلى غلام بين يديه من إزد شنوءة فقال: إن عمر هذا الغلام لم يدركه الهرم حتى تقوم الساعة.


(١) رواه البخاري (٨/ ١٩٣) ومسلم برقم ٢٩٥٢.

<<  <   >  >>