للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يعلمون، واختار هذا القول ابن جرير رحمه اللَّه (١).

وقال تعالى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا (٤٢) فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا (٤٣) إِلَى رَبِّكَ مُنْتَهَاهَا (٤٤) إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشَاهَا (٤٥) كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا (٤٦)} [النازعات: ٤٢ - ٤٦].

قال ابن كثير: "أي: ليس علمها إليك، ولا إلى أحد من الخلق، بل مردها ومرجعها إلى اللَّه عَزَّ وَجَلَّ، فهو الذي يعلم وقتها على التعيين" (٢).

إذًا فعلم الساعة علم اختصه اللَّه تعالى بنفسه وأنت يا محمد أيها النبي المرسل ليس لك سبيل إلى معرفة وقتها وأنت لا تدرى لعل ذلك اليوم يكون قريبًا ولا يأتي ذلك اليوم العظيم إلا بغتة في حين غرة وغفلة والناس عنه لاهون.

وعليه أخي المسلم: إن سمعت من يحدد للدهر عمرًا أو يضع ليوم القيامة وقتًا محددًا فاعلم أنه مغمور في جهل عميق أو هو ربيبة من أرباب الغزو الفكرى وفرخ من أفراخ أعداء الإِسلام والمسلمين من الدساسين الكذابين الذين يكيدون للإسلام وأهله (٣).

وقد قسم العلماء علامات الساعة من حيث ظهورها إلى ما يلي:

١ - علامات ظهرت وانقضت وهي جزء من العلامات الصغرى.

٢ - علامات ظهرت ولا تزال تتابع باستمرار إلى يومنا هذا.

٣ - علامات تظهر قبيل علامات الساعة الكبرى المألوفة وهي:


(١) تفسير ابن كثير: ٢/ ٢٧١.
(٢) تفسير ابن كثير: ٤/ ٤٦٩.
(٣) هناك آيات كثيرة وردت حول الساعة في القرآن الكريم آثرت الاقتصار على هذه الآيات فقط خشية الإطالة، واللَّه أعلم.

<<  <   >  >>