للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الطائفة على الحق، إلا أنهم يكثرون في كل زمان، ولا أنهم يغلبون على من سواهم. حتى أن غلبة الدين في زمن عيسى عليه الصلاة والسلام عندى كما ليس اشتهر على الألسنة، بك الموعود هو الغلبة، حيث يظهر عليه الصلاة والسلام وفيما حواليه، أما فيما وراء ذلك فلم يتعرض إليه الحديث، والمعلومات كلها واردة في البلاد التي يظهر فيها، ولا تتجاوز فيما وراءها، وإنما هو من بداهة الوهم والسبق إلى ما اشتهر بين الأنام) (١) ولعل حديث النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- القائل: (تقوم الساعة والروم أكثر الناس. . .) (٢) يعضد هذا الرأى، إذ أن عيسى عليه الصلاة والسلام يسيطر على رقعة معينة من الأرض، لا كل الأرض، وتكون الشام مسرحًا للعمليات الجهادية التي تحدث بينه وبين مناوئيه وأولهم الدجال وتكون دمشق ثم القدس عاصمة له على أن نفوذ الروم ينحسر انحسارًا كبيرًا ويضعف ويسلم كثير منهم وسيأتى الكلام عن هذا خلال فصل الملاحم لاحقًا.

• وقال الإمام النووي في بيان هذه الطائفة المنصورة:

(يجوز أن تكون هذه الطائفة جماعة متعددة من أنواع المؤمنين، ما بين شجاع وبصير بالحرب وفقيه ومحدث ومفسر، وقائم بالأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، وزاهد وعابد.

ولا يلزم أن يكونوا مجتمعين في بلد واحد، بل يجوز اجتماعهم في قطر واحد،،، وافتراقهم في أقطار الأرض، ويجوز اجتماعهم في البلد الواحد، وأن يكونوا في بعض منه دون بعض، ويجوز إخلاء الأرض كلها من بعضهم


(١) فيض الباري للشيخ الكشميري، انظر هامش التصريح فيما تواتر في نزول المسيح للشيخ الكشميري بتحقيق أبي غدة.
(٢) رواه مسلم.

<<  <   >  >>