للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قلنا: يا رسول اللَّه: فذلك اليوم الذي كسنة، أتكفينا فيه صلاة يوم؟ (١)

قال: لا: اقدروا له قدره. (٢)

قلنا: يا رسول اللَّه: وما اسراعه في الأرض؟ (٣)

قال: كالغيث استدبرته الريح (٤)، فيأتى على القوم فيدعوهم (٥) فيؤمنون به ويستجبون له، فيأمر السماء فتمطر، والأرض فتنبت فتروح عليهم سارحتهم (٦) أطول ما كانت ذرى (٧)، وأسبغه ضروعًا،. . .


= اهتدينا إليه من التأويل، واللَّه الموفق لأصابة الحق وهو حسبنا ونعم الوكيل).
(١) فيه حرص الصحابة -رضوان اللَّه عليهم- على الصلاة، فقد بادروا أول كل شيء بالسؤال عن حال وقتها لمعرفة ادائها.
(٢) قال العلامة على القارى في المرقاة: (أي قدروا الوقت صلاة يوم في يوم -كسنة مثلًا- قدره الذي كان له في سائر الأيام، كمحبوس اشتبه عليه الوقت) قال النووي في (شرح صحيح مسلم): معناه: إذا مضى بعد هذا قدر ما يكون بينها وبين المغرب فصلوا المغرب وكذا العشاء والصبح والظهر، وهكذا حتى ينقضى ذلك اليوم، وقد وقع فيه صلاة سنة، كلها فرائض مؤداة في وقتها. ثم قال النووي: قال القاضى عياض وغيره: (هذا حكم مخصوص بذلك اليوم، شرعه لنا صاحب الشرع، قالوا: ولولا هذا الحديث ولوكلنا إلى اجتهادنا لأقتصرنا فيه على الصلوات الخمس ع الأوقات المعروفة في غيره من الأيام)
(٣) أي مقدار سرعته في مسيرة على الأرض وطى مسافاتها.
(٤) وفى رواية (الدر المنثور) للسيوطى (كالغيث يشتد به الريح) والمراد بالغيث هنا: الغيم، اطلاقًا للسبب على المسبب، أي يسرع في الأرض إسراع الغيم تسوقه الريح بقوة وعنف، وإنما يسرع هذا الإسراع كى لا يتأمل الرعاع المغترون به حاله ودلائل نقصه وعيوبه فينكشف لهم دجلة، ويتضح لهم كذبه، وتبطل عندهم دعاوية الباطلة المزورة.
(٥) أي إلى باطله ودعوى الوهية.
(٦) أي ترجع عليهم آخر النهار ماشيتهم التي تذهب بالغدوة أول النهار إلى مراعيها.
(٧) الذرى: جمع ذروة، وهى هنا أعلى سنام الجمل، فمعنى أطول ما كانت ذرى، أعلى ما كانت سنامًا، هذا كناية عن كثرة السحر في السارحة والماشية التي عندهم، والضروع: جمع ضرع وهو الثدى. وأسباغ الضروع: اتساعها بكثرة ما فيها من اللبن. والخواصر: =

<<  <   >  >>