للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأعوذ بك من فتنة السيح الدجال، وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات)

قال مسلم بن الحجاج: بلغنى أن طاووسًا، -وهو راوى هذا الحديث عن ابن عباس: قال لابنه: أدعوت بها في صلاتك؟ فقال: لا قال أعد صلاتك).

وإنما أمر طاووس ابنه بإعادة الصلاة لأنه كان يرى وجوب الدعاء في الصلاة بهذه الدعوات الأربع، ويرى أن المصلى إذا أخل بها بطلت صلاته، وذلك لما فهمه من وجوبها، من إهتمام النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- بتعليمها للصحابة كما كان يعلمهم السورة من القرآن، وأمر بالدعاء بها في صلواتهم. وقد روى مسلم في (صحيحه) عن عائشة أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- كان يدعو في الصلاة بهذا الدعاء، وروى أيضًا عن أبي هريرة -رضي اللَّه عنه- أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: (إذا تشهد أحدكم فليستعذ باللَّه من أربع، يقول: اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن شر فتنة المسيح الدجال).

وما هذا الاهتمام العظيم من النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- بهذا الدعاء عملًا وأمرًا وتعليمًا إلا لما حواه من التعوذ من عظائم الأمور والأهوال الكائنة الحق ولا ريب، ولهذا جزم ابن حزم الظاهرى بفرضية قراءة هذا التعوذ بعد الفراغ من التشهد كما في كتاب (المحلى)، وأخذًا من ظاهر حديث أبي هريرة -رضي اللَّه عنه-.

وبعد أن روى الإمام ابن ماجة في (سننه) حديث أبي أمامة الباهلي وفيه أوصاف الدجال وأحواله وأعماله ونزول عيسى عليه السلام، قال عقبه: سمعت أبا الحسن الطنافسي يقول: سمعت عبد الرحمن المحاربى يقول: ينبغي أن يدفع هذا الحديث إلى المؤدب حتى يعلمه الصبيان في الكتاب وقال العلامة السفارينى في شرح منظومته في العقيدة الإسلامية المسمى (لوامع الأسرار البهية).

<<  <   >  >>