للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

رأسه قطر، وإذا رفعه تحدر منه جمان كاللؤلؤ (١)، فلا يحل لكافر يجد ريح نفسه إلا مات (٢)، ونفسه ينتهى حيث ينتهى طرفه (٣)، فيطلبه (٤) حتى يدرك باب لد (٥) فيقتله (٦). . .)

١٣ - عن عبد اللَّه بن عمر -رضي اللَّه عنهما- قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-:

(. . . فيبعث اللَّه عيسى بن مريم كأنه عروة بن مسعود، فيطلبه، فيهلكه، ثم يمكث الناس سبع سنين) (٧).


(١) إذا خفض رأسه إلخ. . . .: (أي إذا خفض رأسه قطر منه الماء، وإذا رفعه تحدر منه تحدرًا أي نزل بطيئًا، وصفه ذلك الماء كالجمان وهو حبات الفضة كبار تشبه اللؤلؤ في صفاتها وحسنها وهذا كله كناية عن حسن سيدنا عيسى وجمال خلقته الشريفة عليه السلام إلى جمال ثيابه الذي تقدم ذكره) هامش التصريح لأبي غدة.
قال الشيخ عبد الفتاح أبو غدة: (ولعل الأولى بتفسير هذه الجملة أن ذلك إشارة إلى حياته عليه السلام وأنه ينزل على الحال التي رفع عليها إلى السماء، فقد روى الحافظ بن كثير في (تفسيره) عن ابن أبي حاتم بسنده إلى ابن عباس قال: لما أراد اللَّه أن يرفع عيسى إلى السماء خرج على أصحابه ورأسه يقطر ماء، ثم قال: أيكم يلقى عليه شبهى فيقتل مكانى ويكون معى في درجتى في الجنة؟ فقام شاب منهم فقال: أنا فقال: هو أنت ذاك فالقى عليه شبهة عيسى، ورفع عيسى من روزونه -هي الخرق في أعلى السقف في البيت إلى السماء).
(٢) ريح نفسه إلا مات: أي لا يمكن ولا يقع لكافر يجد ريح نفس عيسى عليه السلام إلا مات.
قال القرطبي: (يعنى أن اللَّه تعالى قوى نفس عيسى عليه السلام حتى يصل إلى إدراك بصره، ومعناه أن الكفار لا يقربونه، وإنما يهلكون عند رؤيته ووصول نفسه إليهم، حفظ من اللَّه سبحانه له وإظهار لكرامته).
(٣) أي أن نفسه يصل إلى امتداد بصره حيث ينتهى.
(٤) أي يطلب عيسى بن مريم الدجال.
(٥) باب لد: بلدة معروفة في فلسطين قرب بيت المقدس.
(٦) رواه مسلم وأبو داود والترمذي وابن ماجة وأحمد الحاكم.
(٧) قال الشيخ عبد الفتاح أبو غدة في تحقيقه لكتاب (التصريح فيما تواتر في نزول المسيح):
(هكذا جاء في جميع النسخ (صحيح مسلم) التي رجعت إليها وهى مختلفة الطبعات،=

<<  <   >  >>