للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأصحابه إلى الأرض، فلا يجدون موضع شبر إلا ملأه زهمهم ونتنهم، فيرغب نبى اللَّه عيسى وأصحابه إلى اللَّه فيرسل طيرًا كأعناق البخت (١)، فتحملهم حيث شاء اللَّه، ثم يرسل اللَّه مطرًا لا يكن منه مدر ولا وبل، فيغسل الأرض حتى يتركها كالزلقة (٢)، ثم يقال للأرض: انبتى ثمرتك وردى بركتك، فيومئذ تأكل العصابة (٣) من الرمانة ويستظلون تحتها، فبينما هم كذلك، إذ بعث اللَّه ريحًا طيبة فتأخذهم تحت آباطهم، فتقبض روح كل مؤمن ومسلم، فيبقى شرار الناس يتهارجون تهارج الحمير (٤) فعليهم تقوم الساعة) (٥).

قال النووي: (إن يأجوج ومأجوج خلقوا من منى خرج من آدم، فاختاط بالتراب فخلقوا من ذلك فعلى هذا يكونون مخلوقين من آدم وليس من حواء.

قال ابن كثير معقبًا على قول النووي هذا: (وهذا قول غريب جدًا، ثم لا دليل عليه لا من عقل ولا من نقل، ولا يجوز الاعتماد هاهنا على ما يحكيه بعض أهل الكتاب لما عندهم من الأحاديث المفتعلة) (٦).

عن سمرة أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال:

(ولد نوح ثلاثة: سام أبو العرب، وحام أبو السودان، ويافث أبو الترك) (٧).


(١) كأعناق البخت: أي أعناق الإبل في طولهن.
(٢) كالزلفة: كالمرآة.
(٣) العصابة: الجماعة من الناس.
(٤) يعنى يأتي الرجال النساء علانية دون ستر كالحيوانات.
(٥) أخرجه مسلم.
(٦) تفسير ابن كثير.
(٧) رواه أحمد في (مسنده).

<<  <   >  >>