للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

(أن يعتدل الليل والنهار أو يدنو قيام الساعة أو تقصر الأيام والليالى أو يتقارب في الشر والفساد أو تسارع الدول إلى الانقضاء والقرون إلى الانقراض. . .؟.

في قلة الدين حتى لا يكون فيهم من يأمر بمعروف وينهى عن منكر لغلبة الفسق. . .

والحق: أن المراد نزع البركة من كل شيء (١).

٢ - أخرج الترمذي من حديث أنس، وأحمد من حديث أبي هريرة مرفوعًا:

(لا تقوم الساعة حتى يتقارب الزمان فتكون السنة كالشهر والشهر كالجمعة والجمعة كاليوم ويكون اليوم كالساعة كاحتراق السعفة) (٢).

قال الحافظ في الفتح تعقيبًا على هذا الحديث: (فالذي تضمنه الحديث قد وجد في زماننا هذا فإنا نجد من سرعة مر الأيام ما لم نكن نجده في العصر الذي قبل عصرنا هذا وإن لم يكن هناك عيش مستلذ، والحق أن المراد نزع البركة من كل شيء من الزمان وذلك من علامات قرب الساعة).

ثم قال: قال النووي: المراد بقصده عدم البركة فيه وأن اليوم مثلًا يصير الانتفاع به بقدر الانتفاع بالساعة الواحدة. . .).

(يلقى الشح): هو البخل في قلوب الناس على إختلاف أحوالهم، حتى يبخل العالم بعلمه، ويبخل الصانع بصناعته حتى يترك تعليم غيره، ويبخل الغنى بماله حتى يهلك الفقير، وليس المراد أصل الشح لأنه لم يزل موجودًا) (٣).


(١) إرشاد الساري للقسطلانى.
(٢) فتح الباري: ١٦/ ٣٠٧.
(٣) فتح الباري: ١٦/ ٣٠٩.

<<  <   >  >>