للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وبهذا الحديث الشريف يصفع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- هؤلاء العملاء المشبوهين في وجوههم، إذا أعطانا -صلى اللَّه عليه وسلم- العاصم لنا في حياتنا بحيث لا نضل ولا نزيغ عن الهدى إذا اتبعناهما ألا وهما كتاب اللَّه وسنة نبيه، وبذلك يتبين لك أخي المسلم ضلال هؤلاء الطاغين وانكشاف عوارهم.

قال ابن أبي العز الحنفى: (فالواجب كمال التسليم للرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- والإنقياد لأمره، وتلقى خبره بالقبول والتصديق، دون أن نعارضه بخيال باطل نسميه معقولًا، ونحمله شبهة أو شكًا، أو تقدم عليه أراء الرجال وزبالة أذهانهم، فنوحده بالتحكيم والتسليم والانقياد والإذعان كما نوحد المرسل (١) بالعبادة والخضوع والإنابة والتوكل، فهما توحيدان لا نجاة للعبد من عذاب اللَّه إلا بهما: توحيد المرسل، وتوحيد متابعة الرسول) (٢).

٤ - روى أبو داوود وابن ماجه والحاكم عن حيوة بن شريح أن أبا سعيد الحميرى حدثه، قال: (كان معاذ بن جبل يتحدث بما لم يسمع أصحاب رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- ويسكت عما سمعوا، فبلغ عبد اللَّه بن عمرو ما يتحدث به فقال: واللَّه ما سمعت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول هذا، وأوشك معاذ أن يفتنكم في الخلاء، فبلغ ذلك معاذ، فلقيه، فقال: معاذ: يا عبد اللَّه بن عمرو، وإن التكذيب بحديث رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- نفاق، وإنما أثمه على من قاله، لقد سمعت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: (اتقوا الملاعن الثلاث: البراز في الموارد، والظل، وقارعة الطريق) (٣). فالتكذيب بحديث رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- بحجة أن المكذب لم يسمع به نفاق، فكيف بمن يكذب بحديث رسول


(١) المرسل: هو اللَّه تبارك وتعالى.
(٢) العقيدة الطحاوية لابن أبي العز.
(٣) صحيح ابن ماجه: ١/ ٢٦٢.

<<  <   >  >>