للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الفصل الخامس والعشرون فيما نزل من القرآن فى فقراء الصحابة الذين تخلفوا عن غزوة تبوك لفقرهم وعجزهم]

قال اللَّه تعالى: {لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلَا عَلَى الْمَرْضَى وَلَا عَلَى الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنْفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} التوبة: ٩١.

قال أبو جعفر:

يقول تعالى ذكره: ليس على أهل الزمانة وأهل العجز عن السفر والغزو، ولا على المرضى، ولا على من لا يجد نفقة يتبلغ بها الى مغزاه حرج، وهو الاثم، يقول: ليس عليهم اثم إذا نصحوا للَّه ولرسوله فى مغيبهم عن الجهاد مع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- {مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ} يقول: ليس على من أحسن فنصح للَّه ورسوله فى تخلفه عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- عن الجهاد معه، لعذر يعذر به، طريق يتطرق عليه، فيعاقب من قبله {وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} يقول: واللَّه ساتر على ذنوب المحسنين، يتغمدها بعفوه لهم عنها، رحيم بهم أن يعاقبهم عليها (١).


(١) تفسير ابن جرير الطبرى (٢١١/ ١٠). =

<<  <   >  >>