للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لمّا وقعت الفتنة بينه وبين سيدي حسين (١٤٠) - رحمه الله تعالى - واختلفت النّاس، فسعى بعض أهل الشّرّ من كلّ بلاد بفقهائهم (١٤١)، فأقاموا بتونس حتّى أطلق الله سراح من طال عمره، ومن عجلت منيّته إنتقل لرحمة الله (١٤٢)، ولمّا أشخص الشّيخ سيدي أحمد صاحب التّرجمة ظهرت فتاويه بتونس واشتهر فضله وتبيّنت نزاهته من كلّ سوء، وبلغ ذلك للباشا فعفا (١٣٩) عنه وأذن له في الرّجوع لوطنه على ما كان عليه (١٤٣) من فتواه وسراحاته.

وكانت ولادته - رحمه الله - آخر المائة الحادية عشرة وأوّل الثّانية عشر (١٤٤)، وتوفّي برمضان سنة خمس وتسعين ومائة وألف (١٤٥) وأنشد في تاريخه نجله الشّيخ أبو العبّاس سيدي أحمد قوله:

[مجزوء الرّجز]

هذا الضّريح قد حوى ... جسما لعالم عظيم

مفتي الأنام المرتضى ... أحمد ذو القلب السّليم

الشّرفي كان في ... حياته غوث اليتيم

وقائما مجتهدا ... في طاعة الله الرّحيم

وبات (١٤٦) لمّا أن قضى ... مجاور الرّب الكريم

فقلت في تاريخه ... سيرا لجنّة (١٤٧) النعيم


(١٤٠) أي رئيس الدولة عم علي باشا.
(١٤١) في ط: «بفتهائها».
(١٤٢) في ط: «إلى رحمة الله تعالى».
(١٤٣) ساقطة من بقية الأصول.
(١٤٤) ١٦٨٩ م.
(١٤٥) أوت سبتمبر ١٧٨١ م، وفي ط: «سنة خمس وسبعين».
(١٤٦) في بقية الأصول: «ومات».
(١٤٧) في بقية الأصول: «سير».