للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

في كل وقت / وكل حين ما ليس يقدر على عمل مثله في غيرها من البلاد والأمصار لجودته وحسنه، وشرب أهلها من المواجل (٦٢) وآبارها غير عذبة وكان يحيط بها سور حسن مبني من الحجارة، وعليها بابان من حديد لفّق بعضه على بعض من غير خشب، وليس يدرى في معمور الأرض مثلهما صنعة ووثاقة، وهما من عجائبها الموصوفة (ولم تكن) (٦٣) لها جنّات ولا بساتين، وإنما يجلب إليها من قصور المنستير ما تحتاجه من الثمار، وبينهما في البحر ثلاثون ميلا.

والمنستير قصور ثلاثة يسكنها العبّاد والصلحاء والأعراب لا تضرهم في شيء من شجرهم ولا من عماراتهم (لأنها محل رباط وعبادة، والمنستير سيأتي اسم من عمل عليها سورا) (٦٤).

وكان أهل المهدية يدفنون موتاهم بالمنستير (تبركا بها) (٦٥) يجلبونهم في الزوارق إليها فيدفنوهم بها، ثم يعودون إلى بلدهم، (ولم تكن) (٦٦) بالمهدية جبانة معروفة.

(وفي المهدية كانت وفاة الإمام المازري - رحمه الله تعالى ونفعنا به - ومنها نقل للمنستير) (٦٧).

وكانت المهدية مدينتين إحداهما المعهودة (٦٨) والثانية زويلة، فالمهدية يسكنها السلطان وجنوده وبها قصره الحسن البناء العجيب الإتقان، والارتقاء (وكانت قبل استيلاء الإفرنج عليها) (٦٩) بها طيقان الذهب / التي تفتخر بها ملوكها.

وفي «خريدة العجائب» (٧٠): ولها أبواب من حديد في كل باب ما يزيد على مائة قنطار ولما بناها وأحكمها قال: الآن أمنت (على الفاطميين) (٧١) {فَإِذا جاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكّاءَ وَكانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا} (٧٢).


(٦٢) في الأصول: «مواجن».
(٦٣) في نزهة المشتاق: «وليس لها».
(٦٤) اضافة من المؤلف عما هو موجود بنزهة المشتاق.
(٦٥) اضافة من المؤلف عما هو موجود بنزهة المشتاق.
(٦٦) اضافة من المؤلف.
(٦٧) اضافة من المؤلف.
(٦٨) في نزهة المشتاق: «احداهما مدينة المهدية» ص: ١٠٩.
(٦٩) في نزهة المشتاق: «وكان بها قبل ان يفتحها الملك المعظم رجار في سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة» ١١٤٨ - ١١٤٩ م.
(٧٠) خريدة العجائب وفريدة الغرائب لعمر بن الوردي، مصر بلا تاريخ، ص: ١٦.
(٧١) كذا في ش وخريدة العجائب والضمير يعود على المهدي الفاطمي.
(٧٢) في الأصول: «ولما جاء. . .» سورة الكهف: ٩٨.