للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكان (٧٣) بمدينة زويلة الأسواق الجميلة، والمباني الحسنة والشّوارع الواسعة والأزقّة الفسيحة، وأهلها تجّار مياسير نبلاء، ذوو أذهان ثاقبة، وأفهام ذكية، وجل لباسهم البياض. ولهم همم في أنفسهم وملابسهم، وفيهم (٧٤) الجمال، ولهم معرفة زائدة في التجارة وطريقتهم حميدة في المعاملات. ولهذه المدينة أسوار عالية حصينة جدا (٧٥) تطيف بها من جميع جهاتها البريّة والبحريّة، وجميعها مبني بالحجارة، وفيها فنادق كثيرة، وحمّامات جمّة، ولهذه المدينة من جهة البر خندق كبير يستقرّ به ماء السماء، وبخارجها من جهة غربيها حمى كان قبل دخول العرب لأرض إفريقية وإفسادهم لها (في أيام صنهاجة كله) (٧٦) جنّات وبساتين بجميع الثمار العجيبة والفواكه الطيبة، ولم يبق منها بهذا الحمى شيء (ثم تراجع الأمر في هذا الأعصار، وكثرت بها بساتين الفواكه والزيتون الذي في غاية الجودة / وكثرة الإصابة) (٧٧).

وبمقربة من هذه المدينة قرى كثيرة، ومنازل وقصور، (ورباطات للعبّاد يطول تتبعها) (٧٨)، وسكّانها بواد (متحضرة) (٧٩) لهم زروع كثيرة، ومواش وأغنام، وأبقار، وإصابات كثيرة من الزروع، وبها زيتون كثير، يعتصر منه زيت طيّب يعمّ سائر بلاد إفريقية. (وقد اندرس أكثرها لاستيلاء مفسدو البوادي عليها، والمهدية قاعدة بلاد إفريقية وقطب مملكتها في سالف الزمن.

فأما زويلة فلم يبق لها أثر، وأما المدينة المعهودة فقد أخربها الإفرنج، على يد الحسن آخر الملوك الصنهاجيين (٨٠) - حسبما يأتي ذلك إن شاء الله - وهي الآن تعد من القرى، وسيأتي لها مزيد بيان - إن شاء الله تعالى -) (٨١).


(٧٣) يرجع للنقل من نزهة المشتاق بتصرف، انظر ص: ١٠٩.
(٧٤) في ت: «وعندهم».
(٧٥) بعدها أسقطنا جملة زائدة: «ولها خندق عظيم». تخل بالمعنى الذي ورد في نزهة المشتاق ولأن المؤلف يكررها في النص فيما بعد.
(٧٦) اضافة من المؤلف عما هو موجود بنزهة المشتاق.
(٧٧) إضافة من المؤلف عما هو موجود بنزهة المشتاق.
(٧٨) اضافة من المؤلف عما هو موجود بنزهة المشتاق.
(٧٩) اضافة من المؤلف عما هو موجود بنزهة المشتاق.
(٨٠) كذا في ش وط وهو الصحيح أما في ت: «الحفاصة».
(٨١) ما بين القوسين اضافة من المؤلف عما هو موجود بنزهة المشتاق.