للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الباب الثاني:

في (١) خلافة سيدنا معاوية - رضي الله تعالى عنه - بالشّام ودولة بني أمية (٢)

معاوية:

فالأول هو معاوية بن أبي سفيان بن حرب بن [أمية] بن عبد شمس، يلتقي مع رسول الله صلّى الله عليه وسلم في عبد مناف، وله المجد المسطور والفخر (٣) المشهور، كتب الوحي لرسول الله صلّى الله عليه وسلم وصهره على أمّ حبيبة بنت أبي سفيان زوج النبيء صلّى الله عليه وسلم وهو كسرى العرب (٤) وأول سلاطين الاسلام، وأما حلمه ودهاؤه فأمر مشهور، توفي - رضي الله تعالى عنه - في رجب سنة ستين (٥)، وله ثمانون سنة (٦).

[يزيد]

وتولّى بعده ولده يزيد فكان حائدا عن الصواب والعدل، فهو أول من شرب الخمر جهارا من ملوك الإسلام، واتخذ الملاهي واستحل محارم الله، واختلف في اسلامه وزندقته. قالوا لما ولي يزيد اتفق رأي أهل المدينة على خلعه واخراج من بها من بني أميّة، وجعلوا أمرهم إلى عبد الله بن حنظلة، فجهز يزيد إليهم الجيوش وأمر عليهم مسلم (٧) بن عقبة المرّي فأحاط بالمدينة ثلاثة أيام، وعطلت الصلاة في مسجد رسول الله صلّى الله عليه وسلم وبلغ عدد من قتل من قريش والمهاجرين والأنصار، ووجوه الناس ألف رجل وسبعمائة رجل، ومن سائر الناس عشرة آلاف رجل سوى النساء والصبيان. ولم يبق بعدها بدريّ


(١) في ط: «في ذكر».
(٢) نقل المؤلف هذا الباب بتصرف دون أن يذكر ذلك خلافا لعادته، عن «رقم الحلل في نظام الدول» لابن الخطيب، تونس ١٣١٦ - ١٣١٧ ص: ١٥ - ٢٠.
(٣) في ت: «والفخر العظيم».
(٤) ساقطة من ش.
(٥) في الأصول: «إحدى وستين» أنظر اليعقوبي ٢/ ٢٣٨ وغيره، ٦٧٩ - ٦٨٠ م.
(٦) ومن يقول ٧٧ سنة، نفس المرجع ص: ٢٣٩.
(٧) في ش وت: «سلم» وهو غلط.