للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأجساد، ومن رأيه أنه صاهر المغول وصافاهم وتزوّج بنت ملكهم (٣٠٧) فأمن شرّهم، ثم أرسل إلى محدومه سلطان هراة الملك غياث الدين فطلب منه الدّخول في طاعته فأرسل غياث الدين يقول صحبة الرسول: أما كنت خادما لي وأحسنت إليك بعد أن نجّيتك من الصّلب فإن لم تكن إنسانا تعرف / الإحسان فكن كلبا، فعبر جيحون وتوجّه إليه فلم يكن لغياث الدين قوة الوقوف له، فحصر نفسه في القلعة، فأمّنه ثم قبض عليه، وكان خلف أن لا يريق له دما، فقتله جوعا في الحبس، ثم عاد إلى خراسان وعمل على الإنتقام من أهل سجستان فوضع السّيف فيهم عن بكرة أبيهم، وأخرب المدينة فما أبقى بها شجرا ولا مدرا، ولا عينا ولا أثرا، فارتحل عنها بعد أن جعلها قاعا صفصفا.

ثم بلغه أن فيروز شاه ملك الهند انتقل إلى رحمة الله ولم يكن له ولد يخلفه، فسعى لتولّي تلك الوظيفة، فوصل إليها وقتل أقبالها (٣٠٨)، وقدم عليه المبشر بأن أحمد (٣٠٩) [أمير بغداد والعراق] والملك الظاهر برقوق حاكم مصر والشام انتقلا إلى دار السلام، فسرّ بذلك صدره وفرح.

فأقام بالهند نائبا وتوجّه نحو مدينة سيواس (٣١٠)، وكان بعد وفاة واليها استولى عليها الأمير سليمان ابن السّلطان بايزيد يلدرم خان ابن عثمان، فوصل إليها تيمور فقال أنا فاتح هذه المدينة وكانوا قد حصّنوها فأقام في محاصرتها ثمانية عشر يوما، ثم فتحها بعد أن حلف لأهل البلد أن لا يريق دمهم، فلمّا دخل المدينة حفر لهم في الأرض خندقا، وألقى فيه ثلاثة آلاف نفس أحياء وأطبقه عليهم (٣١١)، فكان قبرهم، ثم نهب البلد وسلّط عليها حكم التدمير فصارت خاوية على عروشها.


(٣٠٧) كان تيمور لنك يعرف أيضا باسم كوركان أي زوج ابنة الخاقان والأمير الكبير وصاحب قران، دائرة المعارف الإسلامية الطبعة العربية ١٠/ ٢٩٩.
(٣٠٨) في رجب ٨٠٠ هـ - مارس - أفريل ١٣٩٨.
(٣٠٩) في الأصول: «أحمد حاكم سيواس» هو أحمد جلاير أمير بغداد والعراق، وسيواس في أرمينيا، أنظر تاريخ الدولة العلية العثمانية ١٤٦، وسبب إغارة تيمور لنك على الدولة العثمانية أن أحمد جلاير أغار على أذربيجان والتجأ إلى بايزيد حينما هاجمه المغول في بلاده.
(٣١٠) في الأصول: «سواس» والمثبت من المرجع السابق ودائرة المعارف ١٠/ ٣٠٠.
(٣١١) في دائرة المعارف أبقى تيمورلنك على الجند المسلمين، ولكنه دفن أربعة آلاف من جند النصارى، ومقديش في سرده الأحداث، يخلط بين الواقع التاريخي والأسطورة.