للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الباء الموحدة وبعدها كاف، وهو اسم علم تركي مركب من طغرل وهو اسم علم بلغة الترك لطائر معروف عندهم، وبه سمي الرجل، وبك معناه الأمير.

وسلجوق بفتح السّين المهملة.

وجيحون بفتح الجيم وسكون الياء المثناة تحت وضمّ الحاء المهملة وسكون الواو وبعدها نون، وهو النّهر العظيم الفاصل ما بين خوارزم وبلاد خراسان وبين بخارى وسمرقند وتلك البلاد، وكل ما كان من تلك النّاحية فهو ما وراء النّهر، والمراد من النّهر هو النّهر المذكور، وهو أحد أنهار الجنة التي جاء ذكره في الحديث «أنه يخرج من الجنّة أربعة أنهار: نهران ظاهران ونهران باطنان، فالظاهران النيل والفرات، والباطنان سيحون وجيحون» (٥٣).

وسيحون بضم الحاء المهملة وسكون الواو وبعدها نون، وهو وراء جيحون فيما يلي بلاد التّرك وبينهما مسافة خمس وعشرين يوما، وهذان النّهران مع عظمهما يجمدان في زمن الشّتاء، وتعبر القوافل عليهما بدوابّهم وأثقالهم ويقيمان كذلك مدة ثلاثة أشهر (٥٤).

وكان ألب أرسلان (٥٥) بعد عمّه (٥٦) استولى على الممالك، فعظمت مملكته ورهبت سطوته، وفتح من البلاد ما لم يكن لعمّه طغرلبك / مع سعة ملكه، وقصد بلاد الشّام وانتهى إلى مدينة حلب وضاحبها يومئذ محمود بن نصر بن صالح بن مرداس الكلابي، فحاصره مدة ثم جرت المصالحة [بينهما]، فقال ألب أرسلان: لا بد له من (٥٧) بساطي، فخرج إليه محمود ليلا ومعه أمّه، فتلقاهما بالجميل وخلع عليهما وأعادهما إلى البلد ورحل عنها.


(٥٣) جاء في شرح النووي علي صحيح مسلم ج ١٠ ص: ٢٩٢ ط بولاق عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم سيحان وجيحان والفرات والنيل كل من أنهار الجنة، وعلق النووي على الحديث فقال: فيه تأويلان أحدهما أن الايمان عم بلادها والثاني وهو الأصح أنه على ظاهرها وأن لها مادة في الجنة. وروى مسلم في حديث الإسراء والمعراج أن نبي الله رأى أربعة أنهار يخرج من أصلها نهران ظاهران ونهران باطنان فقلت يا جبريل ما هذه الأنهار؟ فقال: أما النهران الباطنان فنهران في الجنة وأما الظاهران فالنيل والفرات. صحيح مسلم بشرح الأبي. ج ١ ص: ٣١٨، ط. السعادة.
(٥٤) انتهى ما جاء في ترجمة طغرلبك في الوفيات ٥/ ٦٨.
(٥٥) ينقل من ترجمته في الوفيات ٥/ ٦٩ بشيء من التصرف.
(٥٦) بعد أن نازع أخاه سليمان وتغلب عليه، الوفيات ٥/ ٦٩.
(٥٧) في الوفيات: «دوس».