للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

القابسي: إن الذين قتلهم عبيد الله وبنوه من العلماء والعبّاد أربعة آلاف رجل ليردّوهم عن الترضي عن الصّحابة، فاختاروا الموت، فيا حبّذا لو كان رافضيا فقط، ولكنه زنديق.

وقال القاضي عياض: سئل أبو محمد القيرواني والكثير من علماء المالكية عمن أكرهه بنو عبيد - يعني خلفاء مصر - على الدّخول في دعوتهم أو يقتل؟ قال يختار القتل، ولا يعذر أحد في هذا الأمر، كان [أول دخولهم] (٧٠) قبل أن يعرف أمرهم (٧١) وأما بعد فقد وجب الفرار، فلا يعذر أحد بالخوف بعد إقامته، لأن المقام في موضع يطلب من أهله تعطيل الشرائع لا يجوز، وانما أقام من الفقهاء مع المباينة لهم (لئلا يخلو بالمسلمين عدوهم فيفتنهم عن دينهم) (٧٢).

وقال يوسف الرعيني: أجمع العلماء بالقيروان [على] أن حال بني عبيد حال المرتدّين والزّنادقة، لما أظهروا من خلاف الشّريعة.

وقال ابن خلكان (٧٣): قد كانوا يدعون علم المغيبات وأخبارهم في ذلك مشهورة، حتى أن العزيز صعد يوما على المنبر فرأى ورقة فيها مكتوب:

[مخلع البسيط]

بالظّلم والجور قد رضينا ... وليس بالكفر والحماقة

إن كنت أعطيت علم غيب (٧٤) ... بيّن لنا كاتب البطاقة

وكتبت إليه امرأة رقعة فيها مكتوب بالذي أعز اليهود بمنشأ (٧٥) / والنّصارى بابن نسطور (٧٦) وأذلّ المسلمين بك، الا نظرت في أمري، وكان قد ولي منشأ اليهودي عاملا على الشّام وابن نسطور النّصراني على مصر اهـ‍ (٧٧).


(٧٠) ساقطة في الأصول.
(٧١) في الأصول: «الأمر منهم» والمثبت من الخافاء ص: ٦.
(٧٢) في تاريخ الخلفاء: «لئلا تخلو للمسلمين حدودهم فيفتنوهم عن دينهم».
(٧٣) النقل من تاريخ الخلفاء على لسان ابن خلكان ص: ٦، أنظر في ذلك: الوفيات ٥/ ٣٧٣ - ٣٧٤.
(٧٤) في الأصول: «الغيب» والمثبت من تاريخ الخلفاء ص: ٦.
(٧٥) في تاريخ الخلفاء: «ميشا» والأصوب كما في النص اذ هو اسم معروف عند اليهود.
(٧٦) في الأصول: «نسطول» والمثبت من تاريخ الخلفاء.
(٧٧) تاريخ الخلفاء ص: ٥ - ٦.