للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يستقصي الأمور فرجع إليه وأقام هنالك أياما، ثم انتقل منه وزحف إلى المهديّة فوصل إلى خندقها واقتحم (١٤١) الماء بمن معه، فوصل الماء إلى صدور خيلهم وجيوش القائم في ذلك كلّه متقهقرة عنه، ووصل أبو يزيد بنفسه في تلك الخطرة (١٤٢) إلى مصلّى المهديّة فلم يبق بينه وبين المهديّة إلاّ رمية سهم حسبما أنذر به المهدي عند بناء سورها، فلمّا رأى الناس ذلك لم يشكّوا في تغلّبه على المهديّة فاجتمعوا على القائم وعظموا له (١٤٣) الأمر وسألوه الخروج إلى أبي يزيد فقال لهم: انه قد بلغ إلى أقصى غايته ولن يتجاوزه ولينجزن الله وعده، ثم قال [لبعض] من بين يديه: اصعد إلى السّور فاذا رأيت أبا يزيد انتقل عن مكانه من المصلّى فأشر إلينا باشارة نعرف ذلك بها ففعل الرجل ما أمر به، فقال لهم القائم:

أبشروا فلن يعود أبو يزيد إلى مكانه ذلك أبدا، وانتقل أبو يزيد إلى الموضع المعروف «بترنوط» وهو على خمسة أميال من المهديّة، فعسكر هنالك، واتّصل حصاره لها فقتل بين الفريقين في ذلك على توالي الأيام أمم لا تحصى أكثرها من جيوش القائم. وذكر البكري [أن] (١٤٤) في كتاب الحدثان: ويل لأهل السواد (١٤٥)، / من محلة ابن كيداد» ويقال من مخلد بن كيداد (١٤٦).

ولمّا طال على جيش (١٤٧) أبي يزيد المقام وسئموا التغرب على بلادهم وتحققوا حصانة المهديّة [وامتناعها] وذلك في شهر صفر سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة (١٤٨) انفصلوا عن أبي يزيد بأجمعهم فلم يبق معه إلاّ طوائف من هوارة وزناتة، فأقلع عن المهديّة، ومات القائم في آخر هذه السنة وأبو يزيد محاصر لسوسة» (١٤٩).

وسبب محاصرته لها أنها امتنعت منه سنة (١٥٠) اثنين وثلاثين وثلاثمائة (١٥١) فلم يزل


(١٤١) كذا في ط والرحلة، وفي ت وش: «لجمعهم».
(١٤٢) في ش: «حضرة» والمثبت من الرحلة ص: ٣٢٦.
(١٤٣) في ش: «عليه» والمثبت من الرحلة.
(١٤٤) النقل من الرحلة وفي الأصول: «وذكر البكري في كتاب الحدثان» مما يوهم أن للبكري كتاب الحدثان، والاضافة من الرحلة لأن الصحيح أن البكري نقل عن كتب الحدثان.
(١٤٥) أهل السواد: «أهل الساحل» الرحلة نقلا عن البكري ص: ٣٢٦.
(١٤٦) انظر الكتاب المغرب من المسالك والممالك المرجع السابق ص: ٣٠.
(١٤٧) في الرحلة: «جند».
(١٤٨) سبتمبر ٩٤٥ م.
(١٤٩) الرحلة ٣٢٥ - ٣٢٧.
(١٥٠) ينتقل إلى صفحة ٢٧ من الرحلة.
(١٥١) ٩٤٣ - ٩٤٤ م.