للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأجراس وقعد (٢٠٠) يرصد استحقاق الرّمي ليحرّك لهم الأجراس ليرموا الحجارة، فخطر غراب على تلك الحبال فتحركت الحبال بالأجراس فصوّتت، فسمعها حملة الأحجار فحسبوا أن الذي يرصد الطّالع هو الذي حرّكها فرموا [الأحجار] (٢٠١) قبل [ظهور] (٢٠١) الطّالع المقصود، وكان الطّالع وقت رمي الأساس (٢٠٢) نجم يسمّى القاهر فسميت القاهرة، فهي إلى الآن تقهر المعتدين والجبابرة ولو ساعدتهم بعض الأيام فلا بد من دائرة السوء عليهم. ثم صارت / كتبه ترد (٢٠٣) إلى المعزّ باستدعائه إلى مصر، ثم أخبره بانتظام الحال بمصر والشّام (٢٠٤) والحجاز، واقامة الدعوة له بهذه المواضع، فسرّ المعزّ بذلك سرورا عظيما، ولمّا تقرّرت قواعده بالدّيار المصرية استخلف على افريقية بلكّين بن زيري بن مناد الصّنهاجي (٢٠٥)، وخرج المعزّ متوجّها إلى مصر بأموال جليلة المقدار، ورجال عظيمة الأخطار، وكان خروجه من المنصوريّة - دار ملكه اذ ذاك - يوم الاثنين، لثمان بقين من شوال سنة احدى وستين وثلاثمائة (٢٠٦)، ولم يزل في طريقه يقيم بعض الأوقات في بعض البلاد أياما، ويجدّ السّير في بعضها، وكان اجتيازه على برقة، ودخل الاسكندرية لست بقين من شعبان (٢٠٧)، فدخل الحمام وقدم عليه بها قاضي مصر أبو طاهر محمّد بن أحمد، وأعيان أهل البلاد، وسلّموا عليه وجلس لهم عند المنارة، وخاطبهم بخطاب طويل يخبرهم فيه أنه لم يرد دخول مصر زيادة في ملكه ولا لمال، وانما أراد اقامة الحق والحج والجهاد، وأن يختم عمره بالأعمال الصّالحة، ويعمل بما أمره به جدّه صلّى الله عليه وسلم ووعظهم وأطال حتى بكى بعض الحاضرين، وخلع على القاضي وبعض الجماعة، وحملهم وودّعوه وانصرفوا، ثم رحل من الاسكندرية أواخر شعبان.

ونزل يوم السبت ثاني شهر رمضان بالجيزة بساحل النيل مقابل مصر (٢٠٨)، فخرج إليه القائد جوهر، وترجّل عند لقائه وقبّل الأرض بين يديه، وبالجيزة / اجتمع به الوزير


(٢٠٠) في ت وش: «قصد».
(٢٠١) اضافتين من عندنا للتوضيح.
(٢٠٢) كذا في ط وفي ت وش: «الأجراس».
(٢٠٣) رجع إلى النقل من الوفيات ٥/ ٣٢٦، وفي الأصول: «تتردد».
(٢٠٤) انظر أيضا كتاب العبر ٤/ ١٠٢.
(٢٠٥) في كتاب العبر: «واستخلفه على افريقية والمغرب، وأنزله القيروان وسماه يوسف، وكناه أبا الفتوح» ٤/ ١٠٣.
(٢٠٦) ٦ أوت ٩٧٢ م. وفي كتاب العبر: «آخر شوال» ٤/ ١٠٣. وبعدها أسقط ما يتعلق بمرور المعز بسردانية.
(٢٠٧) في الأصول: «شوال» والمثبت من الوفيات ٥/ ٢٢٧ ومن تاريخ العبر ٤/ ١٠٣.
(٢٠٨) مصر هي القاهرة.