للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

استولى على بقية بلاد الشّام كبعلبك، وهو الذي بنى سورها، وغيرها من البلاد، وافتتح من بلاد الروم عدّة حصون منها مرعش وبهسنا سنة ثمان وستين وخمسمائة (١٠) بذي القعدة وذي الحجة، وتلك الأطراف، وفتح أيضا من بلاد الافرنج حارم أواخر شهر رمضان سنة تسع وخمسين وخمسمائة (١١) وفتح بانياس وغير ذلك ممّا تزيد عدته على خمسين حصنا (١٢).

ثم سيّر الأمير شيركوه إلى مصر - كما يأتي قريبا إن شاء الله - (١٣).

وكان نور الدين عادلا زاهدا عابدا ورعا، مستمسكا بالشّريعة مائلا إلى أهل الخير / مجاهدا في سبيل الله تعالى، كثير الصّدقات، بنى المدارس بجميع بلاد الشّام الكبار (١٤) مثل دمشق وحلب وحماة وحمص وبعلبك ومنبج والرّحبة، وبنى بمدينة الموصل الجامع النوري، وبحماة الجامع الذي على نهر العاصي وجامع الرّها وجامع منبج، وبيمارستان دمشق، ودار الحديث بها، وله من المناقب والمآثر والمفاخر ما يستغرق الوصف.

وكانت ولادته يوم الأحد عند طلوع الشّمس سابع شهر شوال سنة إحدى وعشرين وخمسمائة (١٥)، وتوفي يوم الأربعاء حادي عشر شوال سنة تسع وستين وخمسمائة (١٦)، بدمشق بعلة الخوانيق - ابن خلكان - (١٧).

وسمعت من جماعة من أهل دمشق يقولون أن الدّعاء عند قبره مستجاب ولقد جرّبت ذلك فصح» (١٨).


(١٠) جوان - جويلية ١١٧٣ م.
(١١) أوت ١١٦٤ م.
(١٢) حروبه مع الافرنج وتسييره للأمير أسد الدّين شيركوه إلى مصر يدخل في باب الحروب الصليبية الثانية، أنظر على سبيل المثال: محمد العروسي المطوي. «الحروب الصليبية في المشرق والمغرب» دار الغرب الإسلامي، ٨/ ٦٥ - ٧٦.
(١٣) زيادة من المؤلف عن الوفيات.
(١٤) في الأصول «الكثيرة» والمثبت من الوفيات.
(١٥) ١٦ أكتوبر ١١٢٧ م.
(١٦) ١٥ ماي ١١٧٤ م.
(١٧) الوفيات من ترجمة الملك العادل نور الدّين بتصرف ٥/ ١٨٤ - ١٨٧.
(١٨) نفس المرجع ص: ١٨٧.