للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مؤثرا للجهاد فهذا أوانه، فقد خرج الأذفونش إلى البلاد، فاسرع في العبور إليه، ونحن معاشر أهل الجزيرة بين يديك، وكان يوسف بن تاشفين على أتمّ أهبة.

وقيل أن الأدفونش كاتب أيضا يوسف (٣٠) يتهدده، وصورة كتابه (٣١): باسمك اللهم فاطر السموات والأرض، وصلى الله على السيّد المسيح روح الله وكلمته الرسول الفصيح، أما بعد فانه لا يخفى على ذي ذهن ثاقب، ولا على ذي عقل لازب، أنك أمير الملّة الحنيفية، كما أني أمير الملّة النّصرانية، وقد علمت ما عليه أمراء الأندلس من التّخاذل والتّواكل واهمال الرّعية، وإخلادهم إلى الرّاحة والامنية (٣٢)، وأنا أسومهم بحكم القهر وجلاء (٣٣) الدّيار، وأسبي الذراري وأمثّل بالرجال، ولا عذر لك في التّخلّف عن نصرهم اذا أمكنتك يد القدرة، وأنتم تزعمون أن الله تعالى فرض عليكم (٣٤) قتال عشرة منّا بواحد منكم، «فالآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا» (٣٥)، ونحن الآن نقاتل عشرة منكم بواحد منّا، لا تستطيعون / دفاعا ولا تملكون امتناعا، وقد حكي [لي] عنك أنك أخذت في الاحتفال، وأشرفت على ربوة القتال، وتماطل نفسك عاما بعد عام، ثم تقدّم رجلا وتؤخّر أخرى، فلا أدري أكان الجبن أبطأ بك أم التّكذيب بما وعدك ربّك، ثم قيل لي انك لا تجد إلى جواز البحر سبيلا لعلّة لا تسوغ لك التّقحم معها (٣٦)، فأنا أقول لك ما فيه الرّاحة لك، وأعتذر لك وعنك [على] أن تفي (٣٧) بالعهود والمواثيق والاستكثار من الرّهان (٣٨)، وترسل إليّ جملة من عبيدك


(٣٠) في الوفيات ٥/ ٦، الرسالة موجهة إلى الأمير يعقوب بن عبد المؤمن الموحّدي الملقب «بالمنصور» ونقلها ابن خلكان عن البياسي وعلق عليها بقوله: «وذكر البيّاسي بعد هذا ما يدل على أنه نقلها من خط ابن الصّيرفي الكاتب المصري فان كان كذلك فما يمكن أن تكون هذه الرسالة إلى يعقوب بن يوسف، لان ابن الصّيرفي متقدم التاريخ على زمان يعقوب بكثير، والله أعلم» الوفيات ٧/ ٧، وقد يكون المؤلف اعتمد على تعليق ابن خلكان، واجتهد فيما ذهب إليه.
(٣١) «من انشاء وزير له يعرف بابن الفخار» الوفيات ٧/ ٦.
(٣٢) زائدة عن الوفيات.
(٣٣) في الأصول: «خلال» والمثبت من الوفيات ٧/ ٦.
(٣٤) كذا في الوفيات وبعدها في ط: «في كتابكم».
(٣٥) اقتباس من سورة الأنفال: ٦٦.
(٣٦) في الأصول: «التهجم» والمثبت من الوفيات.
(٣٧) في الأصول: «ان نفسي».
(٣٨) في الأصول: «الرهائن».