للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سنة تصعد مماليكه إلينا ينزلون بيوتنا ويخلون بمن فيها من النساء، فيأتي الأولاد على تلك الصفة، وما لنا قدرة على دفع ذلك عنّا، فقال ابن تومرت: والله إن الموت خير من هذه الحياة، وكيف رضيتم هذا وأنتم أضرب خلق الله بالسّيف وأطعنهم بالحربة؟ فقالوا:

بالرغم لا بالرضا قال: أرأيتم لو أن ناصرا نصركم على أعدائكم ما كنتم تصنعون؟ قالوا:

نقدم أنفسنا بين يديه للموت، فمن هو؟ قال: ضيفكم - يعني نفسه - قالوا: السّمع والطاعة، / وكانوا يغالون في تعظيمه، فأخذ عليهم العهود والمواثيق واطمأن قلبه» (٥٣) «قيل (٥٤) إن المصامدة بايعوه يوم الجمعة الرابع عشر لشهر رمضان من عام خمس عشرة وخمسمائة (٥٥)، فأول من بايعه أصحابه العشرة تحت شجرة خرنوب وهم عبد المؤمن بن علي، وعمر أصناك (٥٦) الصنهاجي، والشيخ أبو حفص عمر الهنتاتي واسماعيل بن مخلوف وابراهيم [بن اسماعيل] (٥٧) واسماعيل بن موسى، وأبو يحيى بن مكيث (٥٨)، ومحمد بن سليمان، وأبو محمد (٥٩) عبد الله بن ملويات (٦٠) وعبد الله بن عبد الواحد المكنّى بالبشير، والعاشر (٦١) الشّيخ عبد الواحد بن أبي حفص، ثم بايعه من هنتاتة يوسف بن وانودين، وابن يغمور (٦٢) وابن ياسين، (ومن ينتمي إلى) (٦٣) عمر بن تافراجين وجميع قبيلة هرغة، ولمّا كملت بيعته لقّبوه بالمهدي، وكان لقبه قبل «الامام» وانتقل بعد بيعته بثلاث سنين إلى جبل تينمل (٦٤) فأوطنه وبنى داره ومسجده بينهم، وقاتل من تخلف عن بيعته من المصامدة حتى استقاموا له» (٦٥).


(٥٣) الوفيات: ٥/ ٤٦ - ٥٢.
(٥٤) النقل الآن من تاريخ الدولتين للزركشي ص: ٦.
(٥٥) ٢٦ نوفمبر ١١٢١ م.
(٥٦) كذا في كتاب العبر ٦/ ٤٧٠ وفي تاريخ الدولتين: «الشيخ ابو علي عمر الصّنهاجي».
(٥٧) اضافة من تاريخ الدولتين ص: ٦.
(٥٨) كذا في تاريخ الدولتين، وصوابه: «يكيت» كما في ابن خلدون ٦/ ٤٦٩ والاستقصا. انظر تعليق الشيخ محمد ماضور هامش ٢ ص: ٦ من تاريخ الدولتين.
(٥٩) في الأصول: «ابن».
(٦٠) في ط وفي تاريخ الدولتين: «ملتوتات» وفي ش: «حلوتات»، وعلق عليها الشيخ ماضور بقوله: صوابه «ملويات» كما في أولها» وكتبها ابن خلدون ملويات أيضا ٦/ ٤٧٠.
(٦١) به صار العدد احدى عشر خلافا لما نصّ عليه المؤلف، وما رتبه من الأسماء مطابق للعبر وتاريخ الدولتين.
(٦٢) في ش: «ابن مغمور» وفي ط: «ابن مغور».
(٦٣) في الأصول: «ومن تين مل» والمثبت من تاريخ الدولتين ص: ٦.
(٦٤) كذا في ط، وفي تاريخ الدولتين وفي كتاب العبر: «تينملل» ٦/ ٤٧٠ - ٤٧١. وفي ش والوفيات: «تين مل».
(٦٥) انتهى النقل من تاريخ الدولتين ص: ٦.