للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأقامت عنده، ثم جرت بينهما مشاجرة (٢٠٠) فجاءت إلى بيت أخيها الأمير يعقوب، فسير الأمير عبد الواحد في طلبها فامتنعت عليه، فشكى الأمير عبد الواحد [ذلك] (٢٠١) إلى قاضي الجماعة بمرّاكش، وهو القاضي [أبو] (٢٠٢) عبد الله محمد بن علي بن مروان، فاجتمع القاضي المذكور بالأمير يعقوب وقال له: ان الشيخ أبا محمد عبد الواحد يطلب أهله، فسكت الأمير يعقوب، ومضى على ذلك أيام (٢٠٣) ثم ان (٢٠٤) الشيخ عبد الواحد اجتمع بالقاضي المذكور في قصر الأمير يعقوب بمراكش وقال: أنت قاضي المسلمين، وقد طلبت أهلي فما جاؤوني (٢٠٥) فاجتمع القاضي بالأمير يعقوب / وقال له: يا أمير المؤمنين، الشيخ عبد الواحد قد طلب أهله مرة وهذه الثانية، فسكت الأمير يعقوب، ثم بعد ذلك بمدة لقي الشيخ عبد الواحد القاضي بالقصر وقد جاء إلى خدمة الأمير يعقوب فقال له: يا قاضي المسلمين، قد قلت لك مرتين وهذه الثالثة: أطلب أهلي وقد منعوني عنهم (٢٠٦)، فاجتمع القاضي بالأمير يعقوب وقال له: يا مولانا قد تكرّر طلبه لأهله، فاما أن تسيّر إليه أهله والا فاعزلني من القضاء، فسكت الأمير يعقوب، وقيل إنه قال له: يا [أبا] عبد الله ما هذا الاّ جدّ كثير (٢٠٧)، ثم استدعى خادما وقال له في السّرّ:

تحمل أهل الشيخ عبد الواحد إليه (فحملت إليه) (٢٠٨) في ذلك النهار ولم ينتهر القاضي ولا قال له شيئا يكرهه، وتبع في ذلك حكم الشّرع المطهر وانقاد لأوامره، وهذه حسنة تعدّ له وللقاضي أيضا فانه بالغ في اقامة منار الشّرع والعدل.

وكان الأمير يعقوب شدّد في الزام الرعية باقامة الصّلوات الخمس، «وقتل [في] بعض الأحيان على شرب الخمر، وقتل العمّال الذين تشكوا الرّعايا (٢٠٩) منهم، وأمر برفض فروع الفقه، وأن العلماء لا يفتون الاّ بالكتاب والسّنة (٢١٠)، ولا يقلّدون أحدا من


(٢٠٠) الوفيات: «منافرة».
(٢٠١) اضافة من الوفيات.
(٢٠٢) اضافة من الوفيات.
(٢٠٣) في ش: «أياما».
(٢٠٤) ساقطة من ش.
(٢٠٥) في الأصول: «جاءتني».
(٢٠٦) كذا في ط والوفيات، وفي ش: «عنها».
(٢٠٧) في الوفيات: «كبير».
(٢٠٨) ساقطة من ش.
(٢٠٩) في ش: «الرعاية».
(٢١٠) أمر باحراق كتب المذهب المالكي كالمدونة وتهذيب المدونة والواضحة وكان قصده محو المذهب المالكي واحلال المذهب الظاهري محله، وكان أبوه وجده يسيران في هذا الطريق الا أنهما لم يخطوا هذه الخطوة، وشجع على طلب علم الحديث، ونالوا ما لم ينالوا في أيام أبيه وجده. انظر المعجب في تلخيص أخبار المغرب لعبد الواحد المراكشي، ص: ٧٨ و ٢٨٠.