للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لعبد الواحد اللّحياني على الثغور الشّرقية وطرابلس وقابس وصفاقس وجربة، وسرّحه مع ابن مكي، فهلك عبد الواحد عند وصوله في الطّاعون الجارف، وعقد لابن عبّو على قسطيلية (٢٣٥) وسرّحه إليها، وعقد السّلطان أبو الحسن لابنه أبي الفضل على ابنة عمر بن حمزة.

ولما وقع على السّلطان أبي الحسن في (٢٣٦) القيروان ما وقع هرب بنو مرين مشاة بالمرقعات إلى المغرب فقدموا على ولده الأمير أبي عنان، وشاع الخبر أن أباه أبا الحسن توفي على القيروان، وكتب بذلك رسم شهادة (٢٣٧) فيه خلق كثير من الواصلين من بني مرين، فدعا أبو عنان لنفسه فبويع بتلمسان، ثم خرج لفاس / بعد أن استعمل على تلمسان عثمان بن يحيى - كما تقدم - فعند انفصال أبي عنان دعا لنفسه وعاد ملك بني عبد الواد (٢٣٨) لتلمسان، ولما قدمت الطّائفة التي كانت (٢٣٩) مع أبي الحسن بافريقية بعد وقوع الهزيمة عليه قدموا ومعهم عثمان بن عبد الرّحمان بن يحيى بن يغمراسن، وجعلوه خليفة على تلمسان، فاستأمن عند وصولهم عثمان بن يحيى خائفا على نفسه من عثمان بن عبد الرّحمان فأمّنه، ثم أودعه المطبق إلى أن مات، وكان السّلطان أول قدومه من تلمسان أخرج صاحب بجاية وصاحب قسنطينة - حسبما أسلفنا - وصرفهم للمغرب، وأبقى الأمير الفضل ببلدة بونة لما غلب (٢٤٠) على ظنه من عافيته وتقدمت معرفته به بمصاهرته بأخته، فلما وقعت الواقعة على أبي الحسن على القيروان كاتب الأمير الفضل أهل قسنطينة، ثم قدمها وحاصرها، فدخلها صبيحة يوم الجمعة غرّة محرم فاتح سنة تسع وأربعين وسبعمائة (٢٤١)، وقصد القصبة فأغلقت في وجهه وعمّرت أسوارها، فقصد جامع البلد وصلّى فيه الجمعة، ولم يصل فيه خليفة حفصي قبله، ثم بعث لأهل القصبة بالأمان ففتحوا له فدخلها عصر ذلك اليوم، واحتوى الفضل على أموال كثيرة في القصبة، وهي مما أتت به الوفود من الهدايا لأبي الحسن، وما


(٢٣٥) في الأصول: «قسنطينة» والتصويب من تاريخ الدولتين ص: ٨٥.
(٢٣٦) في الأصول: «علي».
(٢٣٧) في تاريخ الدولتين: «شهد فيه».
(٢٣٨) كذا في ط وتاريخ الدولتين، وفي ش: «عبد الواحد».
(٢٣٩) في الأصول: «ولما قدم الطائفة التي كانوا» وظاهر السياق أن هذه الطائفة من بني عبد الواد.
(٢٤٠) في الأصول: «غولب».
(٢٤١) ١ أفريل ١٣٤٨ م.