للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

خراج كالشرطة (٣٢٥)، كان غير واحد من المكاسين (٣٢٦) التزمها بثلاثة دنانير ونصف دينار ذهبا في كل يوم، وكذلك كان على المقامرين (٣٢٧) وظائف قطعها، وقطع موضع اجتماعهم، وكذلك على العزافين (٣٢٨) والمغنيات (٣٢٩)، وكذلك قطع ما كان على المخنثين وأجلاهم من جميع بلاده لما بلغه عنهم من عمل المناكر، فقطع جميع المجابي لوجه الله تعالى.

ثم إن المولى أبا بكر لما دخل قسنطينة وبعد عشرة أيام من دخوله، جمع النّاس وطلبهم بيعته لما بلغه وفاة والده فبايعوه، وبعد مبايعته لازم داره في لذّاته مقتصرا على راحته فظهرت كلمة العرب، وفتحوا باب الطّمع والطلب، وزيّن لهم الكاتب أحمد بن الكمّاد كل نوع من أنواع الفساد، ثم توجه أحمد بن الكماد مع بعض الأعراب لصاحب بونة الأمير أبي عبد الله محمد ابن المولى أبي يحيى زكرياء وحضه على المبادرة إلى ملك قسنطينة فجمع الأمير أبو عبد الله أجناده وأهل وطنه ونزل قسنطينة سادس قعدة من سنة ست وتسعين وسبعمائة (٣٣٠)، ومنع الواصل والدّاخل، وقطع الأشجار ورمى بالحجارة، واقتصر أهل البلد على مدافعته من الأسوار، فأقام عليها خمسة وسبعين يوما، ثم ارتحل يئسا منها، وعاد في السّنة الثانية إليها، فخرّب المنازل وأهلك الزّرع والمناهل، فتحرك إليه أبو فارس والتقى الجمعان في رمضان من سنة سبع وتسعين وسبعمائة (٣٣١) /، فهزمه أبو فارس من تبسّة (٣٣٢) [الكائنة] بأرض الحنانشة عند أصل وادي مجردة إلى سيبوس هزيمة شنيعة فرّ فيها الأمير أبو عبد الله بنفسه على فرسه حتى دخل بونة مع من لحقه فظنوا اقامته فارتقب يوم وصوله الظّلام، وركب البحر من غير وداع أهله ولا سلام، وقصد فاس


(٣٢٥) «يبدو في تحفة الأريب بأنه أداء لحاكم المدينة. . .» ص: ١١٧.
(٣٢٦) في تاريخ الدولتين: «المساكين».
(٣٢٧) في مكانها في تاريخ الدولتين: «الفخارين».
(٣٢٨) في تاريخ الدولتين «الزفافين» وشرح الشّيخ ماضور ذلك بقوله «صوابه الزفانين وأصله من الزفن وهو الرقص» وفي حديث لعب الأحباش في العيد عند مسلم «أنهم كانوا يزفنون أي يرقصون وينقزون» وبقيت هذه المادة مستعملة إلى عهد قريب لا سيما بالساحل فيقولون الطبّال والزكار ومن معهما من رقاصة الزنوج «زفانة» ولا شك أنهم المقصودون هنا كما أن المقصود بالغانيات «المغنيات».
(٣٢٩) في ط: «غنايات» وفي تاريخ الدولتين: «الغانيات» والمقصود هو «المغنيات».
(٣٣٠) ٢ سبتمبر ١٣٩٤ م.
(٣٣١) جوان - جويلية ١٣٩٥ م.
(٣٣٢) في الأصول: «تبرسق» والتصويب من تاريخ الدولتين ص: ١١٨.