للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

القليعي (٤٣٦) وقام عليه بالقيروان الشّيخ عرفة من أولاد الشّيخ نعمون (٤٣٧)، وهو جد الشّابيين، فبايع لرجل من لمتونة اسمه يحيى مدّعيا أنه حفصي ورد من المغرب، ثم فر يحيى المذكور، ودخل تونس متنكرا، فمسك وقطع رأسه.

ولما مات الشّيخ عرفة صاحب القيروان قام بالأمر بعده محمد بن أبي الطيب وهو ابن أخيه (٤٣٨)، وفي آخر أيام الحسن استنجد أهل القيروان بدرغوث باشا وكان بطرابلس لما قاسوا من جور ابن أبي الطيب، ودخلت صفاقس في طاعة درغوث باشا.

وفي أيّام الأمير الحسن انقلبت قسنطينة على يد التّرك أيضا، وتغلبت الأعراب بالفساد، وكانت الشّوكة في أولاد سعيد إلى أن هادنهم السّلطان حسن بستين ألفا عن الوطن.

وفي أيامه جاءت عمارة من بر التّرك لأخذ تونس أرسلها ابراهيم باشا، وكان وزيرا للسّلطان سليمان ابن السّلطان سليم - رحمهما الله تعالى - وكان ابراهيم باشا ضرب الدّنانير باسمه، وهو أول وزير تولّى الوزارة من أولاد السّراية (٤٣٩) - كما قيل - ومات سنة احدى وأربعين وتسعمائة (٤٤٠)، فأرسل خير الدّين إلى تونس عن غير اذن السّلطان سليمان، فنازل تونس وأخذها، وفرّ عنها الحسن، ودخلها خير الدّين، او استقل (٤٤١) بقصبتها.

وقام ربض / باب السويقة على خير الدين وكانت بينهم مقتلة عظيمة مات فيها خلق كثير من الفريقين، وكان محل القتل من باب القصبة إلى باب البنات وحومة العلوج، ونادى المنادي بالأمان من قبل خير الدّين وكف الفريقين (٤٤٢).

وخير الدين هذا هو الذي ابتدأ بدخول العساكر العثمانية لتونس.

وقيل إن محمد بن الحسن خلف خمسا وأربعين ولدا ذكرا وضع فيهم الحسن السّيف ولم يفلت منهم إلاّ أخواه الرّشيد وعبد المؤمن كانا غائبين فلحقا ببعض أحياء العرب.


(٤٣٦) في الأصول: «القلعي» والتصويب من المؤنس ص: ١٦١.
(٤٣٧) المؤلف تابع لما قاله ابن أبي دينار في المؤنس، والصحيح أنه من أولاد الشّيخ أحمد بن مخلوف الشّابي.
(٤٣٨) في الأصول: «أخوه» والتصويب من المؤنس ص: ١٦٢.
(٤٣٩) في الأصول: «العرابة» والتصويب من المؤنس.
(٤٤٠) ١٥٣٤ - ١٥٣٥ م.
(٤٤١) كذا في ط والمؤنس، وفي ش: «اشتغل».
(٤٤٢) المؤنس ١٦٢ - ١٦٣.