للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قمرية (٤٧٤) الدار هل عرفت حالهم ... أين استقروا؟ وهل بالوصل تنجبر؟

قلبي حزين على ليلى وما هجعت ... مني العيون ودمع العين منهمر

ألا وصال إلى ليلى ألا خبر ... ألا حديث على الأحباب يعتبر

معنعن بأداء الصّدق أسنده ... عدل الثقات صحيح المتن مشتهر

ولا غريب بنعت الضعف يخبرني ... أين استقروا؟ وهل بالوصل تنجبر؟

بصيغة الجزم والتعليق إن وردت ... أمسى فؤادي عزيز القلب معتمر

لا تحسبنّ سعاد نسيها حسن ... إن قيل ذا فشذوذ ما له أثر

ليلى مثيلتها حقا بها قرنت ... لها التساوي على الاطلاق ينهزر (٤٧٥)

بها الفؤاد فمن لي أن نلاقيها ... لقد تناءت وفي أثنائها الخبر

أعر جناحك يا قمريّ (٤٧٤) يحملني ... لكي نعاين أين الحب مستتر

ففضل جنسي ذاب القلب منه أسى ... والنوع منه بشخص الهجر ينحصر

وكم تغرد طول الليل من أسف ... أجب سؤالي إن القلب منفطر

ترجيع نوحك بالأسحار قد عميت ... منه العيون وفي تلحينه خبر

أبا لتجاهل قال الأرق تسألني ... أما علمت صروف الدهر تعتور

فكم عزيز ضحا (٤٧٦) بالصرف في محن ... وكم ذليل غدا بالعز يفتخر

كانوا عزازا وكان العز رقّهم ... أمسوا عبيدا بأرض الكفر يحتقر [وا] (٤٧٧)

الله أكبر! يا لهفي صغيرهم ... يبكي عليه غمام السحب والمطر

أسير قوم عداة الله حنّ له ... صلد الحديد وقاسي القلب والحجر /

فقدت الفي وأهلي والديار ترى ... لا أنس فيها عدا الغربان تنحدر

وحق لي أن ننوح الدهر من حرق ... من أجلها زاغت الأبصار والفكر

قوم عزاز على مثلي ومثلهم ... يبكي عليه ويبكي الجندل الصخر

كانوا فبانوا فيا لله من زمن ... يبدي أمانا (٤٧٨) ونكثا ليس يعتذر

عدت عليهم خطوب البين فاندرسوا ... غدوا أسارى فلا علم ولا خبر

آه عليهم، وآه من فراقهم ... واحزن نفسي على ذا الحي ما ظهروا


(٤٧٤) نوع من الطيور.
(٤٧٥) في ط: «ينهدر».
(٤٧٦) في الأصول: ضحى.
(٤٧٧) إضافة.
(٤٧٨) في ش: «إماما».